عملية تنظيف كبرى في هونغ كونغ بعد الدمار الذي خلّفه إعصار مانغخوت
وكان ارخبيل الفيليبين في جنوب شرق آسيا الذي يتعرض بانتظام لاعاصير عنيفة، الاكثر تضررا من هبوب هذه العاصفة القوية.
واعلنت فرق الانقاذ ان الحصيلة ارتفعت ليل الاحد الى الاثنين الى 65 قتيلا بعد انتشال المزيد من الجثث من موقع شهد انزلاق تربة هائلاً في مدينة ايتوغون على جزيرة لوزون في شمال الفيليبين.
وجرف هذا الانزلاق خصوصا مأوى للطوارئ استخدمه عمال مناجم وأسرهم. ولم يعثر حتى الان على اي ناج لكن عمليات البحث متواصلة، بحسب ما أفاد رئيس بلدية المدينة فيكتوريو بالانغدان.
وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية بينينو دورانا انه لا يزال هناك 43 شخصا اضافيا مفقودون وان اكثر من 155 الف شخص لازالوا في مراكز إيواء بعد يومين من مرور الاعصار.
والعاصفة التي اعتبرت الاقوى التي يشهدها العالم منذ بداية 2018، جرفت مناطق زراعية في شمال لوزون وذلك قبل شهر واحد من جمع المحاصيل. وهذه المناطق توفر في الاوقات العادية قسما مهما من انتاج الارز والذرة في الفيليبين لكن محاصيلها غرقت هذا العام تحت المياه الموحلة.
- "ملكة العواصف" -
وبعد ان دمرت شمال الفيليبين، عبرت العاصفة بحر الصين الجنوبي ومر مركز العاصفة على بعد مئة كلم من جنوب هونغ كونغ وكان أقرب إلى ماكاو قبل ان تصل العاصفة اليابسة عصر الاحد في جنوب الصين. وأبلغ عن وفاة شخصين في مقاطعة غواندونغ.
وقالت السلطات انها اجلت اكثر من ثلاثة ملايين شخص في جنوب الصين وامرت عشرات آلاف من مراكب الصيد بالعودة الى الموانئ قبل وصول الاعصار الذي اطلقت عليه وسائل الاعلام لقب "ملكة العواصف".
وفي هونغ كونغ وصفت الحكومة المحلية الاضرار بانها "خطيرة وكبيرة". واصيب اكثر من 300 شخص بجروح لدى مرور عاصفة مانغخوت الذي كان ادى الى اعلان اعلى درجات الانذار.
وحال هدوء الرياح مساء الاحد تحركت أجهزة الحماية المدنية بكثافة لتبدأ تنظيف الطرقات. ودوت في كل مكان من المدينة أصوات آلات قص اغصان الاشجار.
وتكثفت عملية التنظيف الكبرى مع الساعات الاولى من الاثنين، في حين واجه العمال صعوبات في الوصول الى مراكز عملهم عبر شوارع يغطيها الحطام والوحل في بعض الاحيان.
وبقيت ابواب المدارس مغلقة ولم تتحرك معظم الحافلات صباحا في حين لازالت حركة المترو والقطارات تشهد اضطرابا.
-وابل من الحطام-
وشهدت بعض الانحاء سيولا من الوحل والماء دفعتها الأمواج العنيفة.
وفي حي تسونغ كوان او (شرق) رفعت قوة الامواج صخورا وضعت لكسر الموج حتى الحاجز واقتلعت كل شيء في طريقها.
وهزت الرياح العاتية التي بلغت قوتها 230 كلم في الساعة ناطحات السحاب في المدينة، وتسببت في نزع زجاجه بعضها ليتطاير مشكلا وابلا خطيرا من الحطام في شوارع المدينة.
وأمضى السكان يوم الاحد في شققهم في انتظار مرور العاصفة وتابعوا مشهد تشكل زبد الموج الضخم في خليج "فيكتوريا هاربور" الشهير.
كما تضررت بشدة قرى الصيادين. وغطى حطام من كل نوع شوارع قرية لاي يو مون (شرق).
وباتت حديقة فيكتوريا الغابية الممتدة في جزيرة هونغ كونغ، الاثنين اشبه بمقبرة للاشجار المقتلعة.
ولاول مرة في تاريخها أغلقت كازينوهات ماكاو وعددها 42 أبوابها وذلك قبل مرور العاصفة بقرار من السلطات التي تعرضت للانتقاد في 2017 بسبب سوء استعدادها لاعصار سابق.
واعادت الكازينوهات فتح ابوابها الاثنين في حين يستمر تنظيف المحطة التجارية البرتغالية الشهيرة وذلك بعد فيضانات هائلة اضطرت المنقذين احيانا للتدخل باستخدام دراجات مائية (جت سكي).
وطفق تجار يجرفون الوحل من محلاتهم في حين انهمك سكان في تجفيف أغراضهم.