لبنان
23 أيار 2023, 05:55

عبد السّاتر في عيد القدّيسة ريتا: نحن مدعوّون إلى قبول الألم في حياتنا من أجل الحبّ

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد القدّيسة ريتا، وبعد مباركة مجسّم القدّيسة ريتا الّذي نفّذه النّحّات وليد تبشراني والّذي وُضع في السّاحة المؤدّية إلى كنيسة القدّيسة ريتا- سنّ الفيل، احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة صاحبة العيد في سنّ الفيل، عاونه فيه خادم رعيّة السّيّدة والقدّيسة ريتا الخوري جورج شهوان وخادم الكنيسة الخوري مروان عاقوري ولفيف من الكهنة، بحضور فعاليّات المنطقة وحشد من المؤمنين.

في عظته بعد الإنجيل، شكر عبد السّاتر "الرّبّ أوّلًا على القدّيسين الّذين يوجدهم بيننا ليكونوا علامات على محبّته"، و"على نعمة الإيمان الّتي يمنحها لكلّ واحد وواحدة منّا لنثبت على الرّغم من الصّعوبات والشّدائد"، كما "على الفرح والرّجاء والأمل الّذين تضعهم أعياد القديّسين في قلوبنا".

بعدها تابع متأمّلاً في "معنى الشّوكة المغروسة في جبين قدّيستنا المحبوبة"، وقال: "حيثما نجد كنيسة أو مزارًا مكرّسًا على اسم القدّيسة ريتا، نجد زحمة مؤمنين ومؤمنات واقفين أمام صورة القدّيسة أو مذبحها مصلّين ومبتهلين. لكلّ واحد وواحدة حاجاته وصعوباته وآلامه يضعها بين يديها طالبًا منها أن تصلّي من أجله لله الآب حتّى يستجيب طلباته ويعينه ويخفِّف آلامه.  

والقدّيسة ريتا الّتي عاشت حبَّ الأمومة حتّى النّهاية تتضرّع لأجل سائليها وتحمل عنهم آلامهم وتصلّي من أجل خلاصهم كما صلّت من أجل خلاص ولديها. إنّها تُحبّ وتتضرّع وتتألّم بسبب الحبّ وهذا كلّه هو الشّوكة المغروسة في جبينها. إنّها الشّوكة نفسها الّتي غرست في جبين الرّبّ يسوع حبًّا بنا ولأجل خلاصنا.  

إنّها شوكة التّضامن مع الفقير ومناصرة المظلوم مع ما يرافقهما من تخلٍّ عن مادّيّات وعن راحة وطمأنينة.  

إنّها شوكة الدّفاع عن الضّعيف ومناهضة المتسلّط مع ما يتطلّبانه من جرأة وتضحيات.

إنّها شوكة محاربة الفساد وعيش الصّلاح ولو على حساب الرّفاهيّة والمصلحة الشّخصيّة.

إنّها شوكة مواجهة كلّ تمييز في حقّ الآخر على أساس اللّون أو العرق أو الجنس أو الحال الاقتصاديّة حتّى ولو سبَّبت لنا هذه المواجهة عداء الأقربين ونبذهم لنا.

إنّها شوكة الحزن مع المحزونين والفرح مع الفرحين مع ما يستلزمانه من جهد ووقت.  

ويأتي السّؤال: لماذا قبلت القدّيسة ريتا هذه الشّوكة؟

لم تقبل القدّيسة ريتا الشّوكة المؤلمة حبًّا بالألم لذاته بل حبًّا بيسوع المسيح. فهي أرادت أن تحبّ المخلّص حتّى بذل الذّات مع ما يحمله من ألم.

قبلت قدّيستنا هذه الشّوكة لتذكّرنا نحن الّذين ننظر إليها أنَّ عيش الحبّ قد يحمل في طيّاته ألمًا ولكنّه دعوتنا الأساسيّة في هذا العالم.  

إخوتي وأخواتي،

نحن المسيحيّين والمسيحيّات، مدعوّون إلى عيش المحبّة كلّ يوم ومع كلِّ إنسان حتّى نسيان الذّات كما فعلت القدّيسة ريتا.

نحن مدعوّون إلى أن نصلّي ليس من أجل حاجاتنا فقط بل من أجل حاجات الآخرين أوّلاً.

نحن مدعوّون إلى قبول الألم في حياتنا من أجل الحبّ وأن نحمل مع الآخرين آلامهم من أجل الحبّ أيضًا. آمين."  

وكانت كلمة للخوري مروان عاقوري توجّه فيها إلى المطران عبد السّاتر بالقول: "سيّدنا اسمح لي أن أعبّر باسمي وباسم كهنة رعيّتنا وأبنائها وجماعات هذه الكنيسة وزائريها عن محبّتنا وتقديرنا الكبيريْن لسيادتك.

وما هذا الجمع الحاضر في عيد شفيعتنا إلّا دليلٌ على هذه المحبّة الكبيرة.

شكرًا لأنّ محبّتك تسبق أقوالكَ وأفعالكَ.

شكرًا لأنّك صوتٌ صارخٌ باسم مَن لا صوتَ لهم.

شكرًا لأنّك أبٌ حقّ وراعٍ حقّ يبذل نفسه من أجل تقديس أبنائه ورعيّته.

شكرًا لأنّك لا تملّ من أن تكون على مثال يسوع المسيح، محبّةً متجسّدةً ومبذولة، رغم كلّ الظّروف والتّحدّيات.

شكرًا لأنّك مثالٌ لنا في الخدمة والتّواضع والتّجرّد.

ولَو أمكن أن نجمع كلمات شكرنا ومحبّتنا لَضاقت الصّفحات وعجزت الكلمات.

بكلّ بساطة شكرًا لما أنتَ عليه. سيّدنا بولس عبد السّاتر "نحبّك"."

هذا وشكر كلّ وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ، كما الجماعات النّاشطة في الكنيسة ولجنة الوقف والبلديّة على كلّ ما قدّموه في سبيل إحياء عيد القدّيسة ريتا.

وإختتم القدّاس بزيّاح ذخائر القدّيسة ريتا.  

كما التقى راعي الأبرشيّة بجماعات كنيسة القدّيسة ريتا في الصّالون قبل أن يجول على سوق "يا عيني عالبلدي".