طريق الجلجلة.. درب خلاصنا
حمل يسوع الصّليب، مسَلّمًا لمشيئة الله، مؤمنًا برسالته، مُدركًا أنّ وراء كلّ عذاب خلاص أكيد..
حمل يسوع الصّليب، حاملًا معه عذابات البشريّة، أحزانها، ومخاوفها، معبّدًا طريق الرّجاء، راسمًا درب الأمل...
حمل يسوع صليبه، رافعًا ثقل خطايا البشر، عبء آثامهم، وحِمل زلّاتهم، مانحًا إيّاهم الغفران والفداء الأبديّ...
حمل يسوع الصّليب ومشى على درب الجلجلة، تحمّل العذابات، وثابر رغم آلامه المبرحة. سقط من ثقل صليبه، ولم يستسلم، غلب الضّعف وأكمل دربه فوصل إلى درب الخلاص...
وصل يسوع إلى الجلجلة، إلى مكان صلبه، دُقّت المسامير في يديه ورجليه، وعلّق على الخشبة.. سُقي خلًّا، وشًكّك بألوهيّته: فكيف يُصلب ملك اليهود؟
وبالرّغم من كلّ استهزاء، ومحاولات التّعذيب كافة، رفع يسوع عينيه نحو السّماء مناجيًّا الله: "أغفر لهم يا أبتاه"...
درب جلجلة يسوع تدعونا اليوم للتّأمّل بمسيرة الصّليب، لندرك أنّ إرادة الله توصل إلى الخلاص لا محالة، فلنثق بمشيئته، ولنسلّم لمخطّطه، هو الّذي يُكافئ عذاباتنا بالحياة الأبديّة..
لنتأمّل اليوم بغفران المسيح ولنبتعد عن كلّ خطيئة ولنتعلّم الغفران، لنخفّف آلامه ونشفي جراحاته.. فلنتعلّم منه أنّ السّقوط لا يعني الضّعف، صلباننا كفيلة بإثقال كاهلنا، ولكن لنقف بعد كلّ سقطة مستمدّين قوّتنا من إلهنا الجبّار... ولنبتعد اليوم عن التّشكيك، ولنتعلّم من لصّ اليمين أن نؤمن بابن الله، علّنا نستحق، على مثاله، ملكوت السّماوات... فتكون الجمعة العظيمة بداية لخلاصنا الأبديّ.