دينيّة
30 آب 2024, 13:30

طاعتنا لله انتصارٌ على التجارب

تيلي لوميار/ نورسات
الأب أنطونيوس مقار إبراهيم راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان

 

عاملان قويّان وهامّان جدًّا للتغلّب على التجارب الآتية من الشرّير هما الخضوع لله ومقاومة إبليس. يرتكز هذان العاملان على حياة الإيمان والتسليم الكلّيّ لله. عندما نكون في الله وخاضعين له بطاعتنا لكلمته الحيّة التي تمنح روحًا وحياة، نستطيع أن نقاوم إبليس فيهرب منّا ومعروفٌ أنّ إبليس لا يمكن أن يعطي سلامًا للقلب، ولا طمأنينة للنفس.  

علينا أن نعود إلى ما علّمنا إيّاه يسوع المسيح في الصلاة الربيّة وهي الطلب من أبينا بأن لا نقع في التجارب وأن ينجّينا من الشرّير. ونحن نردّد أيضًا في الصلاة الليتورجيّة فنقول "نجّنا من الشرّير ومن طرقه الملتوية، لا تسمح أيّها الآب القدّوس أن يتسلّط علينا بل خلّصنا منه".

إبليس يتحيّن الأوقات ليهاجمنا. في أحيانٍ كثيرة مثلًا يهاجمنا بجوع البطن الشديد فنقع في الشراهة والإشباع المفرط. كما أنّه يهاجمنا بالعوز فنقع في الطمع والامتلاك والأنانيّة وحينما نقع في هذا الأمر أو ذاك، يأتي إلينا جيش من الشياطين يحاربوننا وننكسر أمامهم فنقع في الدنس والزنى والسرقة... لذا، علينا أن نتعلّم مقاومة الطمع بالقناعة لأنّ القناعة كنزٌ لا يفنى، ونقاوم السرقة بالأمانة "طوبى لك أيّها العبد الأمين كنت أمينًا على القليل سأقيمك على الكثير"...

نقاوم الدنس والزنى بالحشمة والطهارة ولنعلمْ أنّ أجسادنا هي هياكل للروح القدس.

نقاوم الغضب بالمزيد من طول البال والأناة، فالغضب أكبر مدمّرٍ للصلاة النقيّة، وهو يبعدك عنها ولذلك تذكّر ما قاله داوود في سفر المزامير (37/1) "كفّ عن الغضب، وضع جانبًا الحَنَق" وسفر الجامعة (11/10) "إنزع الغضب من قلبك والشرّ من لحمك". ويحثّنا الرسول بولس بالقول "إرفعوا أياديكم طاهرة من دون غضب ولا جدال" (1تيم 2/8 ).

ينبغي علينا ألّا نستخفّ بالأمور وأن نعرف أنّ الخطيئة هي خطيئة والشرّ هو شرّ فكثيرون هم الناس الذين يستخفّون بالخطيئة والشرّ ويعتبرونهما أمرًا عاديًّا أو حدثًا يمرّ.  

هذا الاستخفاف يدفعنا إلى أن ننظر إلى العذاب الأبديّ والدينوية على أنهما أحداثٌ غير مهمّة. هنا، يتسلّل إلى حياتنا، من دون أن ندري، شيطان "النفس البليدة"...  

قاوموا إبليس فيهرب منكم وأعلموا أنّه يركّز عمله على سقوط الإنسان في رمال اللذة والشهوة المتحرّكة.

قاوموا إبليس فيهرب منكم واعلموا أنّه يتربّص بالإنسان منتظرًا أيّ ضعفٍ منه لينقضّ عليه ويجذبه معه إلى فقدان الله إلى الأبد "وهناك البكاء وصريف الأسنان" (متّى 24:51).