دينيّة
06 كانون الثاني 2017, 06:30

صوتٌ من السّموات..

هو الّذي يشبهنا بكلّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، أتى من الجليل إلى عنيا عبر الأردنّ، عَبَرَ الجموع قاصدًا يوحنّا المنادي بالتّوبة في البرّيّة البعيدة. وعندما رآه الأخير الّذي ارتكض بالماضي في أحشاء أمّه إليصابات ابتهاجًا، ارتكض اليوم أيضًا قلبه فرحًا وابتهاجًا، وشهد بصوت عالٍ: "هذا هو حمل الله الّذي يرفع خطيئة العالم" (يو1: 29). أمّا يسوع، فببساطة وهدوء طلب منه بإصرار أن يعمّده قائلًا: "دعني الآن وما أريد، فهكذا يَحسُنُ بنا أن نُتمّ كلّ برّ" (متى 3: 15).

 

طلب أن يتعمّد بالماء أمام الجموع، هو الإله، هو الأقوى من يوحنّا المعمدان الّذي أتى قبله ليمهّد له الطّريق، طلب أنّ يعمّده هو الّذي سيعمِّد بالرّوح القدس والنّار، ليُظهر مجد الرّبّ ويبدأ عمله في مشروع الله الخلاصيّ بالنّعمة والحقّ.

عند انتهاء عماد الحامل خطايا العالم وخروجه من الماء، انفتحت السّموات وهبط عليه الرّوح القدس كأنّه حمامة وإذا بصوت هذه المرّة ينادي: "هذا هو ابني الحبيب الّذي عنه رَضِيت" (متى 3: 17).

نعم، علا صوت الرّبّ أمام اندهاش الجموع، نادى وشهد لابنه معلنًا رضاه عنه لتبدأ حقبة جديدة، عهدٌ جديد مع الرّبّ، عهد الدّخول في سرّ يسوع المسيح.

لذلك كان الظّهور الإلهيّ، ظهور الأقانيم الثّلاثة جليًّا واضحًا، ظهور يعلن ويؤكّد ويجاهر بأنّ المسيح هو ابن الله الّذي جاء ليُحبّ ويُخلّص شعبه، جاء لتبدأ مسيرة الحبّ والمصالحة والمغفرة وبذل الذّات.

أعطنا يا رب أن نجدّد مواعيد عمادنا ونبدأ معك عهدًا جديدًا، عهد حبٍّ وفرح ورجاء بالتّوبة والإيمان، آمين. ­­­­­