شبكة ضعيفة حضنت سمكًا كثيرًا
هناك، على بحيرة طبريّة، لاقاهم وحدّثهم من دون أن يعرفوه؛ سألهم إن كان لديهم سمك وعند نفيهم وجّههم إلى حيث الصّيد الوفير، فإذا بهم يعجزون عن جذب الشّبكة لما فيها من سمك، عندها عرفه يوحنا الحبيب وأخبر بطرس قائلًا له "إنّه الرّبّ".
وبعد أن كان الحزن والتّعب يسيطر على قلوبهم، عادت إليهم الحياة بفرح لقائه، فلبس بطرس رداءه وذهب إليه سابحًا مسبّحًا، ولحقه باقي التلاميذ يجرّون الشّبكة المليئة بكل أنواع السّمك موقنين أنّه لن يتركهم وهو دائمًا حاضر معهم.
وفي آخر اللقاء، وعلى عادته بعطائه اللّامحدود، كافأهم بفطار أعدّه لهم بكلّ محبّة، و"أخذ الخبز وناولهم" (يو 21: 13).
كانت إذًا المرّة الثّالثة الّتي يتراءى فيها يسوع لتلاميذه بعد القيامة، كأنّه بهذه اللقاءات يريد أن يثبّت لهم لقاءً جديدًا، "اللقاء الإفخارستي" بقيامه بالأفعال نفسها من خلال المناولة، فهو الكاهن والقربان المعطي الحياة، وهم الفعلة القليلون الّذين حصّنهم بالإيمان ليصل من خلالهم إلى المعمورة كلّها، المتمثّلة في هذا الإنجيل بالـ 153 سمكة وترمز إلى جميع الأسر البشريّة في الكنيسة الواحدة، إلى شموليّة رسالة الكنيسة.