لبنان
12 حزيران 2020, 05:00

سيّد بكركي يصرخ إلى الله في عيد القربان ملتمسًا للّبنانيّين نعمة المحبّة بدل الحقد

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد القربان المقدّس، بارك البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بعد ظهر الخميس، مسيرة القربان المقدّس الّتي انطلقت من كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي ومرّت بكافّة رعايا مدينة جونيه بتنظيم من كهنتها.

بعد رفع الصّلاة والسّجود أمام القربان، ألقى الرّاعي تأملّاً جاء فيه: "يا ربّ نحن اليوم في عيد القربان المقدّس الّذي أردته أن يكون معنا في كلّ مكان وكلّ زمان، نجدّد إيماننا بحضورك وبوجودك معنا كرفيق درب، ونجدّد إيماننا بحبّك اللّامتناهي ورحمتك، لذلك وفي دموع عالمنا الّذي نعيشه اليوم وفي مشاكلنا العالميّة والوطنيّة نلتجأ إليك بصرخة كلّ العالم، وصرختنا بنوع خاصّ من لبنان، فالعالم كلّه معذّب فتكت فيه جائحة كورونا، وشلّت كلّ الحركة وزادت الفقر والجوع والمرض، لذلك نحن نلتجىء إليك في هذا الزّياح المقدّس، ومن كنيسة إلى كنيسة في ظلّ ظروف منعتنا من إقامة الاحتفال المعهود، والسّبب هو فيروس كورونا، ولكن اليوم نستعيض عن الاحتفال بالمرور أمام الكنائس وصولاً إلى جونيه، ونعتبر هذه المحطّات الّتي نمشيها سويًّا، محطّات لكلّ لبنان والعالم، فالكثير من النّاس يحملون الوجع والمعاناة، ولكن نحن نقول لك يا ربّ إنّ العالم تعب، لذا نلتمس منك إبادة هذا الفيروس، وأن يتّعظ العالم ويقرأ علامات الأزمنة ويعرف النّاس معنى حياتهم ووجودهم، أنت الّذي علّمتنا أنّ لا قوّة أمام قوّتك، لا سلاح ولا مال ولا سلطة. فنلتمس منك أن تمسّ قلوب الخطأة والأشرار، ونحن في وطننا لبنان، في هذه الأرض الّتي آمنت بك والغنيّة بكنيستك والّتي هي جزء من الأراضي المقدّسة والّتي وطأتها أنت بأقدامك البشريّة، نلتمس منك في هذا الوقت الّذي يعاني منه مجتمعنا اللّبنانيّ من الحقد وكأنّه لم يتعلّم من الماضي، نلتمس أن تعطينا نعمة المحبّة.

نحن نعلن إيماننا بك يا ربّ لأنّك أداة الوحدة وعلامة الوحدة، وكلّما رأينا جسدك في القربان نتذكّر أنّ القربانة كانت حبّة قمح جُمعت وطُحنت وخُبزت فصارت القربانة، وكذلك الخمر، فأنت يا ربّ علامة الوحدة وينبوع الوحدة، لذا نطلب منك أن تساعد شعبك ليتحلّى بالشّجاعة لتخطّي الخلافات والأزمات، ونبتهل إليك في سرّ القربان الّذي فيه علّمتنا كيفيّة مرضاة الآب السّماويّ، ولكن اليوم معظم العالم وضعت الله جانبًا واستغنت عنه، فعلّمنا جميعًا سرّ التّقوى ومرضاة الله. وأخيرًا يا ربّ في زمن الجوع، وكما قلت لنا إنّ الجوع الحقيقيّ هو الجوع الرّوحيّ والجوع إلى جسدك الوليمة المقدّسة لكلّ النّاس مهما تنوّعت اختلافاتنا وانتماءاتنا الوطنيّة والسّياسيّة .

نضع اليوم جميع هذه النّوايا في قلبك المقدّس فاقبلها صلاة بإسم الجميع، لك المجد إلى الأبد".

ومساء احتفل البطريرك الرّاعي برتبة السّجود للقربان المقدّس في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي.