لبنان
16 كانون الأول 2016, 11:21

سرا العماد والميرون موضوع مؤتمر مشترك في اليسوعية

نظم المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت، مؤتمرا بعنوان "راعوية سري العماد والميرون: خدمة كهنوتية ومسؤولية جماعية" بالتعاون مع كلية العلوم الكنسية في جامعة الحكمة والرابطة الكهنوتية في لبنان، برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومشاركته، على مدى يومين في حرم العلوم الإنسانية في الجامعة اليسوعية - طريق الشام.

افتتح المؤتمر بصلاة البدء وقد ترأسها ممثل البطريرك الماروني النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، ثم قدم الأب إدغار الهيبي مدير المعهد العالي للعلوم الدينية كلمات الافتتاح وقد ألقاها كل من: الخوري دومينيك لبكي(رئيس الرابطة الكهنوتية في لبنان)، الخوري خليل شلفون (رئيس جامعة الحكمة)، البروفسور سليم دكاش اليسوعي (رئيس جامعة القديس يوسف) ألقاها عنه الأب صلاح أبو جودة اليسوعي، مما جاء فيها: "ما أجمل أن يلتقي الإخوة معا يعملون في حراثة حقل الرب وحصاده". 

أضاف: "هذه المسيرة التي تدعو إليها الرابطة الكهنوتية وكذلك النصوص التوجيهية الكنسية، إنما تدعو إليها كلية العلوم الدينية والعلوم الكنسية في جامعتي القديس يوسف والحكمة، وكنا قد باشرنا درس موضوعِ الأسرارِ الكنسية عندما أتيتم إلينا، يا صاحب الغبطة لافتتاح المؤتمر في سر التوبة والمصالحة، ثم عندما أرسلتم بركتكم الخاصة إلى مؤتمر وهب الأعضاء، وها أنتم بيننا ترافقون هذه المسيرة الفكرية الروحية الراعوية برعاية هذا المؤتمر في سري العماد والميرون، عارفين جميعنا بقيمتهما ودورهما في إخصاب حياة المؤمن وإغناء وجود الجماعة المسيحية، في وقت ازداد فيه اضطهاد المسيحيين في الشرق والغرب معا".

واعتبر دكاش أن "من مهمة العلم الجامعي، في مجال الصياغة اللاهوتية، التركيز على جوهر الإيمان، ضمن مسيرة العودة إلى الأصول الثابتة ومنها على سبيل المثال أن لا ترتبط معمودية الطفل أو البالغ بحياة شخصية خلقية تتوافق مع السر وحسب، بل ارتباط المعمد بحياة شاهدة رسولية، تقبل التضحية بشيء من الذات والأنا، لكي يكبر المسيح في المعمد وبالتالي في الجماعة. فتكبر إذ ذاك الجماعة عددا وجودة ونوعا من أجل نشر السلام والمحبة في المجتمعِ الحاضر وفي العالم الأرحب".

كلمة البطريرك الراعي 
أما كلمة البطريرك الراعي التي ألقاها ممثله النائب البطريركي العام المطران حنا علوان فقال فيها: "إن سري العماد والميرون هما المدخل إلى الأسرار الخمسة الباقية، بحيث أنها تكوِن الشعب الكهنوتي، وتؤهله للإحتفال بالليتورجيا وأسرارها. لذا، يجب النظر إلى هذين السرين مع الأسرار الأخرى في إطار التدبير الأسراري". معددا الأبعاد الخمسة للأسرار الكنسية. وتناول البطريرك هدف المؤتمر إذ قال: "يهدف هذا المؤتمر إلى إدراك نعمة كل سر ومفاعيلها من خلال عناصر الرتبة الأسرارية، وتعزيز الإيمان بها، والسهر على العيش بموجبها"، متحدثًا عن" مفاعيل هذه النعمة وأولها "غفران الخطايا" و"الولادة الثانية" و"الدخول في عضوية جسد المسيح الذي هو الكنيسة".

اليوم الأول
تضمن اليوم الأول طاولة مستديرة حول "الممارسة الطقسية بين الاحتفال الإيماني والتقوى الدينية والظواهر الاجتماعية" كان منسق الجلسة المونسنيور غازي الخوري، وشارك فيها كل من السادة: مقاربة انتروبولوجية اجتماعية (الدكتورة رولا تلحوق)؛ مقاربة ليتورجية تقوية (المطران يوسف سويف)؛ مقاربة لاهوتية (المطران ميشال عون). وأقيمت مشاغل حول: واقع سري المعمودية والتثبيت في حياة الكنيسة المحلية بحسب المعنيين (أهل وعرابون/كهنة ومكرسون/رعية ومنظمات). بعد ذلك تم عرض تقارير المشاغل ومناقشتها مع الخوري روفايل زغيب والدكتورة ثريا بشعلاني. واختتم النهار بخلاصة وقراءة نقدية.

اليوم الثاني
افتتح النهار بطاولة مستديرة حول "التحضير والاحتفال والمتابعة: عرض خبرات ونماذج عبر العالم مع التشديد على المقاييس الضرورية لابتكار مناهج ونماذج وأدوات راعوية موافقة لحاجات الكنيسة اليوم"، وكانت منسقة الجلسة السيدة نبيلة عواد فرح وشارك فيها: أهل وعرابون (الخوري جوزف سلوم)؛ كهنة ومكرسون (الخوري بيار الشمالي)؛ رعية ومنظمات (السيدة نورا متى). وأقيمت مشاغل حول: العناصر التي عرضت بغية تقييمها واقتراح بعض المقاييس التي تساهم في تركيب نماذج راعوية جديدة. وفي فترة بعد الظهر تم عرض تقارير المشاغل ومناقشتها مع الخوري ريمون باسيل والشماس جورج يرق.

ثم أقيم "عرض مسكوني" شارك فيه الأب بورفيريوس جرجي (عميد معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند-الكنيسة الأرثوذكسية)، والقس نبيل معمرباشي (الكنيسة الإنجيلية الوطنية). 

توصيات 
في ختام اليوم الثاني تلا التوصيات الراعوية والأكاديمية كل من الخوري دومينيك لبكي، والخوري إدغار الهيبي وجاء فيها: "هذا المؤتمر هو مرحلة أولى من العمل وسوف تستكمل الدراسات في المرحلة الثانية، أي السنة المقبلة، بمؤتمر حول معمودية البالغين.

1 - على الصعيد الكهنوتي/ الكنسي:
- تعميق هذا الموضوع في اجتماعات الكهنة الشهرية في الأبرشيات (خاصة في القطاعات).
- في التنشئة الأكليريكية (السنة الرعوية-الشماسية) ادخال هذا الموضوع في برنامج التنشئة.
- إدخاله أيضا في برنامج التنشئة المستدامة للكهنة (السنوات الخمس الأولى).
- لجنة أبرشية لأعداد رعوي للأسرار (عماد وتثبيت ومناولة أولى).
- دراسة خطة متكاملة بالتنسيق مع المزارات، كي نعمل ككنيسة واحدة وليس مجموعات متنافسة.
- العمل على لامركزية التنشئة، والانطلاق من مقرات الجامعات نحو الكهنة والعاملين في القطاعات الكنسية كافة في المناطق والأبرشيات المختلفة.
تحضير دليل راعوي لسري العماد والميرون : تحضير، إحتفال، متابعة. 


2-على الصعيد الأكاديمي/ العلمي:
-إدخال مادة الأعداد الرعوي للأسرار في برنامج التثقيف الديني والعلوم الدينية في كلياتنا.
- إقامة دراسات وأبحاث رعوية ميدانية حول البعد الرعوي للأعداد والاحتفال بسري العماد والميرون: من أجل استراتيجية تعرض على السلطات الكنسية خاصة بالمرافقة والتنشئة المستدامة للأسرار (خاصة سرى العمادوالميرون).
- تنشئة كوادر رعوية للأعداد الرعوي للأسرار (خاصة المعمودية والميرون والمناولة الأولى).

3 - على الصعيد العام كرابطة كهنوتية:
- إكمال مشروع التعاون بين الرابطة وباقي الجامعات لنشر ثقافة مسيحية وتنشئة كهنوتية رعوية معمقة حول الشؤون الرعوية.
- إدخال كل ما يمكن إيصاله في هذا الموضوع مع وسائل التواصل الاجتماعي radio/TV/ Facebook….
- اقتراح عمل مسكوني (مع بقية الكنائس بغية الوصول الى إصدار كتيب حول الاحتفال والإعداد لسري المعمودية والميرون) وذلك على غرار ما نقوم به في لجنة التعليم المسيحي المشتركة (خبرة ناجحة).