العراق
21 شباط 2020, 08:50

ساكو يصدر "رسالة الصّوم" للعام 2020

تيلي لوميار/ نورسات
أصدر بطريرك بابل للكلدان الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رسالة الصّوم للعام 2020، تحت عنوان "ليكن صومنا هذا العام عن الكذب"، جاء فيها:

"أخواتي إخوتي، سلام الرّبّ يسوع عليكم ومعكم،

الصّوم زمن ينكبُّ فيه المؤمن على التّأمّل، ومراجعة الذّات، ليصحّح ما يلزم إصلاحه في سلوكه، ويتصالح معها ويروِّضها على الخير، والصّلاة والصّدقة، فيغدو سيّد عقله وصاحب ضمير حيّ، عندها فقط يقدر أن يتصالح مع الآخرين الذين هم أساسيّون في الحياة. لاهوت الصّوم وروحانيّته مسيرة فصحيّة إلى القيامة، إلى حياة جديدة (رسالة البابا فرنسيس لصوم 2020).

هذا العام أدعوكم إلى الصّوم عن الكذب وشهادة الزّور. أدعوكم إلى المحافظة على قيمة الكلمة والحقيقة، إنّ ما ليس مبنيًّا على الحقّ فهو مبنيُّ على الرّمل! أيّ إنّ لا أساس صلب له، فلابدّ من أن ينكشف.

لا تكذب، هذه وصيّة إلهيّة. من المؤسف أنّ آفةَ الكذب منتشرة في مجتمعاتنا الشّرقيّة أكثر من غيرها، لربّما يعود السّبب إلى المجتمع الذي نعيش فيه والظّروف والفراغ، والحالات النّفسيّة التي أفرزتها، وغياب مراجعة الضّمير، وسهولة الوصول إلى وسائل التّواصل الاجتماعيّ التي غزت مجتمعاتنا ممّا يُتيح للعديدين نقل معلومات من دون التّدقيق في صحّتها وفائدتها وما تسبّبه من إثارة وتشويش وتشهير! الكذب بكلِّ أشكاله خطيئة جسيمة. الكذب كلام باطل يفتقر إلى الحقيقة. الكذب يخلق التّعصب والزّعل والكراهية ويخرب العلاقة والثّقة!

ليكن صيامنا هذا العام عن الكذب، ولتُعبِّر كلماتنا عن الحقيقة، وليكن نقدنا أكاديميًّا – موضوعيًّا، وبنّاءً وليس افتراءات. الإصلاح يُبنى على الحقيقة الموضوعيّة، وليس على الادّعاءات الباطلة.

الكلمةُ الصّادقة مُقدَّسة، وأوَل ما تُعبّر عنه هو المتكلّم نفسه! من كلام الشّخص نكتشف إنّه صادق أو كذّاب! والكلمة الأولى هي الحب – المحبّة كما يؤكّد مار بولس في رسائله، والكلمة صار جسدًا وحلّ فينا (يوحنّا 1/ 14).إلى هذه الكلمة نحتاج اليوم، لنتخطّى الحواجز ونُقيم علاقة محبّة وثقة. الكذب والتّشهير بالنّاس على صفحات التّواصل الاجتماعيّ، ظاهرة غريبة عن قيمنا وأخلاقنا المسيحيّة، فلنتخلّى عنها ولنكن ممّن يعملون لا ممّن يثرثرون.

ثمّة من يحاول أن تستسلم الكنيسة لادّعاءاته، لكنّه ينسى أنّ الكنيسة بناها المسيح وهو يصونها، ويسندها "الروح القدس". وكما وعد المسيح أنّ: "أبواب الجحيم لن تقوَى عليه" (متّى 16/ 18).هذا كان إيمان آبائنا في وقت الاضهادات والأزمات، وهذا هو إيماننا اليوم، وبكلّ ثقة."