ساكو لشبيبة الكلدان: كونوا أسخياء من أجل المسيح والكنيسة والمجتمع
"من المؤسف أنّ الدّعوات الكهنوتيّة والرّهبانيّة قد تراجعت في كنيستنا، هذه السّنوات الأخيرة، بسبب ظروف الهجرة وعدم الاستقرار، وتراجع القيم، والانتقادات للكنيسة، والضّغوطات العديدة الّتي يتعرّض لها الشّباب والشّابّات. كنيستنا في أزمة دعوات حقيقيّة. ثمّة نقص كبير في العدد والنّوع داخل العراق وخارجه. الكلّ يطلب كهنة ورهبانًا وراهبات.
أتوجّه لمناسبة بدء السّنة الأكاديميّة الحاليّة 2020-2021 إلى شبابنا وشابّاتنا لأدعوهم ليكونوا أسخياء من أجل المسيح والكنيسة والمجتمع، فيجودوا بحياتهم في خدمة إخوتهم وأخواتهم.
من يحبّ يُهدي ذاتَه كاملة. هذا الإهداء هو فعل حبّ عميقٍ وواعٍ، يتّخذ كلّ الكيان والفكر والذّاكرة والقلب والمشاعر، فتغدو حياتهم بالتّالي نورًا وعبرًا.
أودّ أن أتبنّى نصّ أشعيا حيث يقول الرّبّ: "من أرسل؟ ومن يَنطلق لنا؟ فقلت: "هأنذا يا ربّ أرسلني" (إشعيا 6/8).
البيئة الأولى للدّعوات هي العائلة. على الوالدين الاهتمام بزرع هذا الهدف الإيمانيّ السّامي في قلوب بناتهم وأبنائهم، وإنضاجه، عبر الصّلاة والتّأمّل في شهادة أشخاص مدعوّين يتكلّم عنهم الكتاب المقدّس، كيف اتّبعوا يسوع عن قرب وخدموا بفرح. كما أنّه من الأهمّيّة بمكان الكلام عن خبرة كهنة مملوئين من الله يعرفونهم، لعلّ الله يُقيم أحدًا من أبنائهم راعيًا لشعبه أو راهبًا وإحدى بناتهم راهبة.
كذلك تقع مسؤوليّة الاهتمام بالدّعوات على عاتق أساقفتنا وكهنتنا ورهباننا وراهباتنا. أدعوهم إلى تنظيم نشاطات روحيّة وإعلاميّة لإنماء الدّعوات.
مجتمعنا يحتاج ببساطة إلى الكاهن الأب والصّديق والمعلّم والمرشد والمرافق، خصوصًا في الأوقات الصّعبة. قوّة الكنيسة هي في أشخاص مثالهم المسيح، لهم محبّة كبيرة، وفرح، وروحيّة ورؤية وحكمة وشجاعة، ليستخدمهم الله للخير."
