العراق
02 تموز 2021, 12:30

ساكو في عيد مار توما: نحن كنيسة الشّهداء لنواصل مسيرتنا معًا في مواجهة التّحدّيات

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة عيد مار توما الرّسول، عايد بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو أبناء كنيسته والمسيحيّين الّذي يسمّون أنفسهم "مسيحيّي مار توما"، موجّهًا رسالة كتب فيها نقلاً عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"بهذه المناسبة المتميّزة، أتوجّه إلى كافّة الّذين يُسمّون أنفسَهم بمسيحيّي مار توما: الكنيسة الكلدانيّة، وكنيسة المشرق الآشوريّة، والكنيسة الشّرقيّة القديمة، وكنيستي ملابار وملانكار في الهند، بخالص التّهاني والتّبريكات والأماني بعيد شفيعنا المشترك.

كما أهنّيء الرّابطة الكلدانيّة بعيد ميلادها السّادس (3 تمّوز 2015)، في عيد مار توما الرّسول، وأتمنّى لأعضائها التّماسك والتّقدّم في خدمة الكلدان والإنسانيّة، وأدعو الكلدان في العالم إلى التّبرّع لها، لتقوم بنشاطات اجتماعيّة وخيريّة وثقافيّة تبرز هويّتَنا وتراثَنا المسيحيّ الكلدانيّ. كيف يريدونها فعَّالة من دون مال؟

أودّ في هذه الأوضاع الصّعبة الّتي نعيشها، أن أسلّط الضّوء على أهمّيّة التّمسّك بالإيمان المسيحيّ، وبدور الصّلاة ليزيح الرّبّ عنّا كابوس الفساد والدّمار والانحطاط، وأن يمنحنا كأفراد وككنيسة نعمة الصّبر والثّبات، والقدرة على تخطّي الصّعوبات.

بصراحة، إنّنا نحتاج إلى نور إلهيّ داخليّ وسط كلّ هذه التّحدّيات، لكي نكتشف المسيح أكثر، ونحبّه، ونتبعه بأمانة على خُطى مار توما الرّسول.

أدعو بنات وأبناء كنيستنا الكلدانيّة إلى استلهام العبر من مثال مار توما، خصوصًا أنّ معنى اسم توما بالعبريّة التّوأم، أيّ أنّه ولد مع شخص آخر، شبيه به. هذه تسمية رمزيّة تدعو كلّ مسيحيّ إلى التَّوأمة في النّموّ الرّوحيّ والإنسانيّ ليتمكّن من تجسيد الإنجيل باستمرار، ويكون تلميذًا حقيقيًّا له، ينشر المحبّة والرّجاء حيثما يكون.

1. 1. الإيمان لا يعني أن نفهم كلَّ شيء، إنّما أن نقبله بوعي وحرّيّة، وأن نسلّم اللهَ ذاتنا بثقة على غرار توما: "ربّي وإله" (يوحنّا 20/28).

2. 2. لقد أظهر توما حبَّه للمسيح، والحماسة في اتّباعه: "فلنمض نحن أيضًا لنموت معه" (يوحنّا 11/16)، أيّ لِنَسِرْ إلى أبعد، لأنّ الإيمان ليس مجرّد عواطف ومشاعر، إنّما له طابع شخصيّ، بالتزام يوميّ، وارتقاء.

3. 3. عندما تكلّم يسوع عن الطّريق- الاتّباع سأله توما: "يا ربّ إنّنا لا نعرف إلى أين تذهب، فكيف نعرف الطّريق" (يوحنّا 14/5)، ردَّ عليه يسوع: "أنا الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنّا 14/6)، أيّ ابذلوا جهودكم لتعيشوا ما عشتُهُ، "لأنّكم بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئًا" (يوحنّا 15/5).

4. 4. لم يكتشف توما المسيح القائم إلّا بانضمامه إلى مجمع الرّسل- الكنيسة (يوحنّا 20/ 24-29). وبعده نراه ينضمّ إلى مجموعة من التّلاميذ للصّيد (التّبشير) عند شاطئ بحيرة طبريّا، وهناك ظهر لهم يسوع من جديد (يوحنّا 21/2). نحن أيضًا الَّم نعمل مع الكنيسة وفيها لن نتقدّم، ولن يدوم ثمرنا.

دعا البابا فرنسيس إلى افتتاح مجمع للأساقفة حول الجماعيّة في الكنيسة synodality في تشرين الأوّل القادم (ثمّ في تشرين الأوّل سنة 2023) حتّى تكتشف جميع الكنائس المحلّيّة أهمّيّة الجماعيّة (العمل معًا) كشعب الله، ليصير المسيحيّون شهودًا للمسيح القائم من بين الأموات.

5. ثمّة تقليد مؤثّر في كنيستنا يقول: إنّ السّيّدة العذراء عندما شعرت بقرب وفاتها، طلبت من ابنها أن يؤتى بالرّسل: بطرس من روما ويوحنّا من أفسس وتوما من الهند.. لتودّعهم، فردّ عليها يسوع: "إني آتي بهم وإنّهم سيحملون نعشك" ܐܡܪܬ ܠܗ ܐܡܗ ܠܡܪܢ ̣ ܡܢ ܡܝܬܐ ܠܝ ܦܛܪܘܣ ܡܢ ܪܗَܘܡܐ. لا ينبغي أن تفصلنا المسافات عن من نحبُّهم!

المطلوب: أن نتحلّى بروحانيّة مار توما، وأن نتخلّى عن كلذ صورة ذاتيّة ونفسيّة، لكي نغدو تمامًا خدّامًا ثابتين للرّبّ وللأخوة! نحن كنيسة الشّهداء لنواصل مسيرتنا معًا، برفقة شفيعنا مار توما في مواجهة التّحدّيات اليوميّة بإيمان ورجاء بمستقبل أفضل.

لنصلٍّ إلى الرّبّ الإله بشفاعة مار توما الرّسول، لينقذ العراق والعراقيّين من كابوس الأزمات الخانقة، ويستعيد حياته الطّبيعيّة ودوره. آمين."