العراق
02 نيسان 2021, 06:20

ساكو ترأّس قدّاس خميس الفصح في كاتدرائيّة مار يوسف

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو قدّاس خميس الفصح في كاتدرائيّة مار يوسف في الكرادة وألقى عظة جاء فيها بحسب إعلام البطريكيّة:

"الحُبُّ يَتَطَلَبُ أنْ نُعطيَ كلَّ شيءٍ

يحتفل اليهود في شهر نيسان من كلَّ عام بعيدِ الفصح – العبور، ذلك بتقديم أضحية – حمل، وضمن مراسيم دقيقة كما جاء في سفر الخروج”(فصل 12).

ينتهز يسوع هذه المناسبة الدّينيّة والاجتماعيّة والسّياسيّة (العبور من مصر إلى أرض الحرّيّة) ليُعطيَها بُعدُا جديدًا. فهو لم يقدّم أضحية – حيوانُا، بل قدم ذاته حَمَلاً فصحيًّا يُضحَّى به لخلاص البشريّة. وقد طبَّقَ بذلك مقولته عن الحبِّ العظيم: “لا يوجد حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان حياته عن أحبّائه” (يوحنا 15/13).الحُبُّ يتطلّبُ أنْ نُعطيَ كلَّ شيءٍ ليصيرَ لنا طريقَ الحياة والتّجدد والسّعادة.والتّفاني هو مفتاح الحبّ والحياة، والإيمان هو قبل كلّ شي خبرة وجوديّة ثريّة معاشة أكثر من تنظير وكلام، والإيمان من دون علاقة حبٍّ وجدانيّة لا يُجدي نفعًا!

الفصحان مختلفان ماديًّا وجوهريًّا.الفصح اليهوديّطقس عائليّ يذكّر بتاريخ خروج العبرانيّين من مصر،وفصح المسيحأكثر روحانيّة فهو احتفال الكنيسة الجامعة بذبيحة المسيح التي فتحت أمام البشريّة بأكملها طريق الحياة الأبديّة. وبالنّسبة للمسيحيّين، المسيح هو فصحهم الوحيد، وهو عطيّة حياة جديدة ومتجددة ليعودوا إليها في سبيل تحقيق عبور متواصل إلى فضاءات أكثر إيجابيّة ورحابة.

جاء في انجيل متّى: “وبَينَما هم يَأكُلون، أَخذَ يسوعُ خُبزاً وبارَكَ ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَه تلاميذَه وقال: خُذوا فَكُلوا، هذا هُوَ جَسَدي. ثُمَّ أَخَذَ كَأساً وشَكَرَ وناوَلَهم إِيَّاها قائلاً: اِشرَبوا مِنها كُلُّكم فهذا هُوَ دَمي، دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجْلِ جَماعةِ النَّاس لِغُفرانِ الخَطايا” (62/26-28).

فصح المسيح وليمة بكلِّ أبعادِها خصوصًا ببُعدي الموت والقيامة. وهذا ظاهر في رتبةالقدّاس الكلدانيّ عندما يكسر المحتفل الخبز إلى نصفين رمزًا للموت ثم يغمسه جزء منه في الكأس ويلصقه بالجزء الآخر ويرفعه خبزًا واحدًا رمزًا للقيامة.

إصنعوا هذا لذكري... أيّ استمروا على هذا الاحتفال، وأَمنِّوا حضوري معكم على الدّوام.

في الافخارستيّا يفوح عطر الحياة الأبديّة بتناول المؤمن القربان المقدّس، والاندماج في المسيح والامتلاء منه، بحيث يتحوّل فصحنا إلى أن: “نصير للكلِّ كلَّ شيء” (1 قورنثية 9/)22)، فننال القيامة والحياة.

تعبّر الافخارستيّا أيضًا عن الوحدة، وحدة البشريّة مع المسيح. فحبّات الحنطة العديدة المطحونة والمعجونة التي تشكلّ الخبز الواحد إشارة إلى وحدة الكنيسة – وحدة المؤمنين مع المسيح ومع بعضهم البعض، وحدة في الجوهر بالرّغم من التّنوع الظّاهر. فصح مبارك."