العراق
16 كانون الأول 2019, 07:30

ساكو: القدّاس ليس طقس عبادة رتيبًا، بل أراده يسوع تجسّدًا نفهمه ونعيشه

تيلي لوميار/ نورسات
في موضوع السّبت، تأمّل بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو بقدّاس الأحد، فكتب بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"1. المشاركة في الاحتفال بالقدّاس، يوم الأحد، يوم الرّبّ، هو إحدى وصايا الكنيسة. الأحد هو اليوم الّذي تلتئم فيه الجماعة المسيحيّة لتحتفل بقيامة المسيح من خلال الاحتفال بالقدّاسالإفخارستيّا- صلاة الشّكر. والكنيسة هي الأشخاص والأسر القادمين من هنا وهناك للمشاركة في الإحتفال. الكلّ يشارك مشاركة فاعلة بالإصغاء والتّفكير، والصّلاة والتّرتيل، ورفع طلبات، إبتهالات، والمناولة الّتي هي غذاءُ أسبوعٍ كاملٍ. هذا ما ينتظره بشوق كلُّ مسيحيٍّ ملتزم.

الصّلاة مطلوبةٌ دائمًا، لأنّها تُعبّر عن ارتباطنا بالله، وعن حاجتنا إليه، ويمكن ممارستها في كلِّ مكان. تؤكّد المسيحيّة على أهمّيّة الصّلاة الجماعيّة، وإنّ أفضلَ مكان للصّلاة الاحتفاليّة الجماعيّة هو الكنيسة(البناء). لذا نلتقي كلّ يوم أحد وعيد، للاحتفال بالقدّاس في كنيسة الرّعيّة.

3. ما معنى لقاء الأحد؟ قبل كلّ شيء للأحد رمزيّة غنيّة في المسيحيّة. يشير الأحد إلى قيامة المسيح وتمجيده. واللّقاء يوم الأحد يعني نيل مزيدٍ من نِعَم الله. وما كلمة آمين- سوى جوابنا بـ "نَعَمْ" عميقة، وحرّة وشخصيّة، لطلب مزيد من النِّعَم. إنّه إحتفالٌ بلقاءِ الإخوةِ أيضًا: "حيثُما اجتَمَع إثنان أو ثلاثة بإسمِي فأكون في وسطهم" (متّى 18: 20)، أيّ عندما يُصلّون معًا أو يقرأون الكتاب المقدّس أو يخدمون الآخرين. لقاؤنا يعبّر عن أنّنا عائلة واحدة، الكلّ فيها إخوة وأخوات، جسدٌ واحد،الرّأس فيه المسيح،نتّحد به، ويتّحد بنا، ونتَّحد ببعضنا. فالكمال المسيحيّ لا يكتمل بالانعزال، بل بالانضمام إلى الجماعة  لننمو ونرتقي.

4. أجمل اللّقاءات العائليّة والودّيّة هي على العشاء. هذا ما عبَّر عنه يسوع في العشاء الأخير تعبيرًا عن حبّه الأعظم. ولأهمّيّة هذا اللّقاء الاحتفاليّ أوصى يسوع أن نُجدّده في كلّ قدّاس: "إصنعوا هذا لذكري" (لوقا 22: 19). القدّاس ليس طقس عبادة رتيبًا، بل أراده يسوع تجسّدًا نفهمه ونعيشه.  قُدّاسنا  ينبغي أن نحتفل به كما أراده. ولئلّا نفقد قوّة اللّقاء وروعته وطعم التّناول. أتمنّى أن يكون التّناول تحت الشّكلين كما هو في التّقليد المشرقيّ وأن يكون خبزًا وليس البورشانة الغربيّة.يجب إعداد القدّاس إعدادًا جيّدًا. ينبغي أن يعكس كلّ شيء في القدّاس جوّ الاحتفال والعيد بالمسيح الحاضر بيننا رمزيًّا وروحيًّا، كالتّرتيل والموسيقى والقراءات، والوعظة 7-10 دقائق، والزّينة والمذبح في وسط الهيكل كمائدة، ووجه الكاهن نحو المصلّين. من المؤسف أنّ بعض الكنائس لا تزال تحتفل بالقدّاس كطقس تقليديّ وبشكل رتيب، وبلغة وحركات لا يفهمها أحد، وليس كلقاءٍ واحتفالٍ وعيد وفرح بمن نحتفل به ونعيّد له.

يسعدني جدًّا استقبال معظم كنائسنا الرّاعويّة للمؤمنين بعد نهاية القدّاس، في قاعة الكنيسة لتناول بعض الحلويات ممّا يوطّد العلاقة بينهم".