العراق
08 آذار 2021, 12:15

ساكو: البابا غادر ونحن باقون، بعد كلّ ما عانيناه علينا أن نغيّر عقليّتنا وثقافتنا

تيلي لوميار/ نورسات
بعد مغادرة البابا فرنسيس أرض العراق، عبّر بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو عن الأثر الّذي تركته زيارة الأب الأقدس التّاريخيّة في النّفوس، فكتب نقلاً عن إعلام البطريركيّة:

"زيارة البابا فرنسيس كانت مؤثّرة على كلّ الأصعدة. زيارة غير معتادة في زمن غير معتاد. زيارة أغناها ببساطته وتواضعه ومحبّته ورسائله ذات المعاني العميقة للغاية والمحطّات الّتي زارها والأشخاص الّذين التقى بهم، الرّسميّين والدّينيّين والسّياسيّين والشّعب في بغداد، النّجف، أور الكلدانيّين، أربيل، الموصل، وسهل نينوى (بغديدا). كانت لحظات مؤثّرة. وكانت أنظار العالم أجمع في هذه الأيّام مصوَّبة نحو العراق.

سألته قبل أن يغادر هل أنت فرحان، رفع يديه إلى فوق وقال كثيرًا.

الرّسالة الشّاملة لهذه الزّيارة هي: كلُّنا إخوة بشعار البابا وعبارة سماحة السّيّد السّيستاني: أنتم جزء منّا ونحن جزء منكم، لكنّنا إخوةٌ متنوّعون، لذا ينبغي أن نخرج من عقليّة الانغلاق والتّكفير والتّخوين والطّائفيّة المقيتة، وأن نقبل بعضنا البعض بمحبّة، ونحترم الاختلافات الثّريّة، ونبعد الخلافات وكلّ أشكال العنف.

كنّا فريقًا واحدًا: رئاسة الجمهوريّة والحكومة والمرجعيّات الشّيعيّة والسّنّيّة والكنسيّة والأجهزة الأمنيّة ووسائل الإعلام. وتوفَّقنا بامتياز في إنجاح الزّيارة الّتي طبعت حبريّة البابا فرنسيس، ولمست قلوب العراقيّين بكلّ أطيافهم. هذه الأوقات لن ننساها أبدًا… وقد أفشلنا المشكّكين الكثر بنجاح الزّيارة بوحدتنا وصمودنا وإصرار البابا على زيارة العراق.

اليوم مثلما كنّا فريقًا واحدًا لإنجاح الزّيارة. علينا الآن ألّا نستسلم، بل أن نستمرّ هكذا لنهضة بلدنا وتقدّمه وازدهاره.

شكرًا جزيلاً لكلّ من ساهم في نجاح هذه الزّيارة، وهم كثر، وشكرًا للشّبكة العراقيّة والقنوات الأخرى الّتي غطّت الزّيارة. صلاتنا أن يرجع العراق بلد الحضارات والدّيانات والتّنوّع، بلد الخيرات والأمجاد."