بيئة
17 أيلول 2016, 10:10

زياد الدويهي: لاستخدام النفايات الصلبة كمصدر للطاقة

اقترح الخبير في الطاقة زياد الدويهي، حلاً لازمة النفايات في المتن وكسروان، وفقا لما كان قد اعلنه وزير الزراعة اكرم شهيب الثلاثاء الماضي، من خلال استخدام النفايات الصلبة كمصدر للطاقة.

وقال الدويهي في بيان، "يفيد قانون أنطوان لافوازييه لحفظ المادة، ان الاخيرة لا تفنى ولا تستحدث بل تتغير من شكل إلى شكل آخر. وفي الواقع يمكن تطبيق هذا القانون بطريقة سطحية لحل المشاكل، وبالتالي يجب تغيير وجهة النظر تجاه معضلة النفايات الصلبة اذا اردنا الوصول الى حلول مستدامة"، موضحا ان "رمي النفايات الصلبة في المطامر العشوائية او الصحية أو أي مرفق تخزين آخر، هو هدر هائل لموارد ذات قيمة اقتصادية مهمة، وهو ايضا هدر لمادة يمكن تحويلها وتغيير شكلها بما يتلاءم مع حاجاتنا الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية. 

وانطلاقا من الواقع الحالي لازمة النفايات والحلول المقترحة، تطرق الدويهي الى الارقام، لافتا الى ان "الشعب اللبناني ينتج نحو 2150000 طن من النفايات الصلبة سنويا، تتزايد في معدل سنوي قدره 1.65% وقد تصل هذه الكمية إلى نحو 3 مليون طن بحلول العام 2035 (8200 طن يوميا). ووفقا لدراسة حول النفايات الصلبة اللبنانية نشرتها وكالة التعاون الألمانية (GIZ)، يتألف أكثر من نصف النفايات الصلبة اللبنانية من المواد العضوية في حين المحتوى المعدني هو في حدود 5.5% كما ان البلاستيك والورق والزجاج يشكل 31%".

واعتبر ان "معالجة وإعادة تدوير هذه المواد هو الحل الكلاسيكي، لسبب انه يشكل حلا بيئيا ونظاما متكاملا لإدارة النفايات. لكن بالنظر الى احتياجات الاقتصاد والمجتمع اللبناني ورزحهما تحت وطأة العجز الضخم في مجال توليد الطاقة، يجب استعمال النفايات الصلبة كمادة وسيطة لإنتاج الطاقة وبالتالي فتح ثغرة في جدار التردد والفشل في إدارة قطاع الطاقة واطلاق نموذج براغماتي في حل المشاكل".

من هنا، لفت الدويهي إلى أن "كل طن من النفايات الصلبة لا يتم تحويلها الى طاقة يوازي 1.23 برميل نفط، وذلك اعتمادا على التكنولوجيا المستخدمة لاستخراج مصدر الطاقة والتي يمكن بيعها للمستهلكين كهرباء أو وقود"، مشيرا في هذا الاطار الى ان "الاستهلاك السنوي للطاقة في لبنان يوازي 47 مليون برميل من النفط، وعند اللجوء الى تقنيات استخراج الطاقة، فان النفايات الصلبة قد توفر ما يصل إلى 6 % من احتياجات لبنان من الطاقة".

وشدد على أن استخدام النفايات الصلبة كمصدر للطاقة، اضافة الى انه يؤمن حلاً مستداماً لمعضلة النفايات، فانه يساعد على تحسين قطاع الطاقة على عدة اصعدة، أهمها:

- تنويع مزيج الطاقة لتشمل مصادرها المتجددة مثل الكتلة الحيوية (biomass)


- تخفيض استيراد الطاقة، علما ان لبنان يستورد 96% من احتياجاته من الطاقة (المنتجات النفطية)، وبالتالي استخدام النفايات كمصدر للطاقة يمكن أن يكون له تأثير مفيد على الاقتصاد، عن طريق الحد من العجز في الميزان التجاري والحاجة للعملة الأجنبية.

- لا مركزية تموين وانتاج الطاقة، اذ يمكن بناء عدة محطات متكاملة في جميع أنحاء البلاد وهذا ما يجنب تكلفة نقل الكهرباء العالية وتعرضها للخسارة التقنية او السرقة.

- زيادة الأمن التمويني للطاقة باستخدام المواد الخام المحلية التي ليست عرضة لتقلبات الأسعار الدولية.

واسف اخيرا، لعدم امكان السير بهذه الحلول حاليا بفعل سياسات الحكومة اللبنانية المرتبطة بالطاقة والبيئة، معتبرا ان "هناك حاجة ماسة لتحرير قطاع الطاقة اللبناني، من خلال إعطاء فرص استثمارية كافية تسمح للقطاع الخاص ببدء وتمويل هكذا مشاريع".