بيئة
23 نيسان 2017, 11:30

زعيتر رعى احتفال إطلاق تقنية زراعية هولندية في البترون

رعى وزير الزراعة غازي زعيتر احتفال إطلاق وتدشين تقنية زراعية جديدة في مشتل "روبسنون أغري" في بلدة كوبا في منطقة البترون، تنقل تكنولوجيا الزراعة الهولندية إلى المزارع اللبناني بالتعاون مع Grow Group الهولندية، وتعتمد على تطعيم شتول الخضار للحد من استخدام المبيدات والأسمدة وزيادة الإنتاج وعلى الزراعة المائية المعروفة بال Hydroponic للحفاظ على الموارد الطبيعية وتوفير المياه والتخفيف من إهدارها.

في البداية كانت جولة لزعيتر في المشتل في حضور السفير الهولندي هان موريتس شابفيلد وقائمقام البترون روجيه طوبيا وممثل منظمة الأغذية العالمية FAO موريس سعاده ورئيس بلدية كوبا جرجي دعبول ومختصين هولنديين وخبراء زراعيين لبنانيين، بمشاركة أكثر من 200 مزارع لبناني من مختلف المناطق اطلعوا على التقنية الجديدة واستمعوا الى شرح مفصل من مهندسي المشتل ورئيسة مجلس إدارة "روبنسون أغري" نادين الخوري القاضي.

بعد ذلك انتقل الجميع الى مركز "بترونيات" حيث أقيم احتفال انضم اليه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ورؤساء بلديات ومخاتير وممثلو جمعيات وجامعات ومزارعون ومهتمون.

بعد النشيد الوطني قدم الزميل يوسف الحويك للاحتفال وعرض شريطا مصورا عن المشتل والتقنيات الجديدة وأهميتها ونتائجها. ثم كانت كلمة للقاضي تحدثت فيها عن "إنجازات المشروع ومشاريعه لتقديم الأفضل"، منوهة "بجهود الفريقين الاداري والفني المؤلف من 30 مهندسا زراعيا". وعرضت "لمراحل تطوير المشتل منذ تأسيسه وصولا الى إدخال التقنية الحديثة التي تساهم في الحد من مشاكل التربة والاستعمال المكثف للمبيدات الزراعية إضافة الى زيادة الانتاج وتحسين النوعية". وقالت: "هدفنا ورؤيتنا المستقبلية هما أن تشكل الزراعة اللبنانية قوة دعم للاقتصاد من خلال وضع لبنان على خريطة الدول المنتجة والمصدرة للانتاج الزراعي".

بعد ذلك ألقى الخبير والشريك الهولندي مي دير فان ياب كلمة تحدث فيها عن "التعاون بين القطاعين الزراعيين في لبنان وهولندا، منوها "بتقنيات "روبسنون أغري" الحديثة وانعكاساتها الايجابية".

وكانت كلمتان لكل من مزود المشتل بالتورب برون دو مارك وممثل شركة البذور الهولندية عبدالله سعسع عن تفاصيل التقنية واستعمال التورب والبذور اللازمة لإنجاحها.

وعرض ممثل بنك "عوده" حسن الصباغ للحلول المصرفية للأعمال الزراعية.

شابفيلد
أما السفير الهولندي فأكد "أهمية التعاون بين لبنان وهولندا على مختلف المستويات وخصوصا على مستوى القطاع الزراعي وتقديم الدعم الكامل لتعزيز هذا القطاع وأهمية تبادل الخبرات والتقنيات لتحقيق الأفضل"، معلنا أن "هذه الشراكة هي الأولى بين لبنان وهولندا".

باسيل
وكانت كلمة لباسيل أكد فيها أن "الزراعة والأرض في لبنان هي الاساس بالنسبة لنا، فبدون الأرض لا وطن ولا زراعة. الأرض في لبنان هي قصة كبرى ليس لأن الوطن هو أرض بل لأن الأرض في لبنان هي تاريخ وتراث وحضارة وأجداد وهي أرض صغيرة ومن هنا تأتي إشكالية الزراعة على أرض صغيرة"، معربا عن أسفه "لوجود سياسة تقول أن لا زراعة في لبنان وهذا القطاع ولى الى غير رجعة، وقد دفعنا ثمنا باهظا نتيجة هذه السياسة، فخسرنا أرضنا وخسرنا مواطنينا، وها هو التطور الزراعي في كل العالم يدحض كل هذه النظريات ليؤكد أن الزراعة ممكنة حتى ولو كانت على أرض صغيرة وخصوصا مع تطور مفهوم الزراعة باشكاله المتعددة".

وقال: "نحن في وطن تربينا فيه على زراعات عديدة وأثبتنا نجاحات في مكان ما وفشلا في أماكن أخرى. وها هي إدارة التبغ والتنباك تحقق النجاح تلو الآخر مما يعني أننا قادرون على تحقيق الكثير، وما التقنية التي نشهدها اليوم في هذا المشروع سوى دليل على ذلك وعلى أن الزراعة هي قطاع مهم يشكل مصدر عيش كريم".

ورحب بتعاون هولندا، منوها "بمساهماتها في دول عدة ومنها في ملف النزوح السوري ونثمن الدعم الذي نلقاه من هولندا في هذا المجال مع الاشارة الى امكانية توفير فرص عمل للنازحين السوريين في القطاع الزراعي في لبنان، مما يعني أن المجتمع الدولي يستطيع تقديم الدعم لنا في قطاع الزراعة لتعزيزه وتطوير أرضنا، وفي المقابل نساعد الأشقاء السوريين على إيجاد فرص عمل لهم في لبنان".

وعرض لأهداف جمعية "بترونيات" للمساهمة في تسويق المحاصيل الزراعية وإعطاء قيمة للأرض، معلقا "أهمية على التعاون بين القطاعين العام والخاص وهنا لا بد من توجيه الشكر لمعالي الصديق الوزير غازي زعيتر لدعمه المشاريع الزراعية وهو ابن البقاع ويعرف قيمة الأرض والزراعة ويسعى لتطوير وزارة الزراعة لتكون وزارة سيادية لأن هذا الارتباط الذي يثبت الانسان في أرضه فلا يخسرها ويضطر للعيش في المهجر، وأنا أرى معاناة اللبنانيين في الخارج وأدرك امكانية مساهماتهم في القطاع الزراعي". وشدد على "أهمية تصدير محاصيلنا الزراعية وانتاجنا فنستثمر امكاناتنا وصناعاتنا الغذائية في الخارج".

وختم: "ما أجمل عطر الأرض التي إن عملنا فيها تجذرنا وتثبتنا أكثر فأكثر".

زعيتر
أما وزير الزراعة فقال: "كما أن لبنان لا يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي، كذلك فإن اقتصاده لا يقوم الا بالتعاون بين القطاعين العام والخاص. وكم يكون هذا التعاون ناجحا ومثمرا عندما تدرك الشركات الخاصة، كما وزارة الزراعة، عظمة الدور الملقى على عاتقها فتتحمل مسؤولياتها بكل جدارة واهتمام. تلعب وزارة الزراعة دورا مهما في بناء الاقتصاد ولاسيما في البلدان النامية، ومنها لبنان، فبعدما سادت لسنوات مضت فكرة بناء النظام الاقتصادي اللبناني على قطاع الخدمات، سرعان ما ثبت عدم صحة هذه النظرية، فعدما نرى أن الدولة، واليوم في عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالتعاون بين الوزراء ورئيسي الحكومة ومجلس النواب، تستأنف هذا الدعم، كيف لا والدول الكبرى المتطورة صناعيا والتي تشكل فيها الصناعة العمود الفقري للاقتصاد، تلجأ الى مثل هذا الدعم للمزارعين لتمكنهم من مواجهة الأزمات والمنافسة وتقلبات الأسعار؟"

أضاف: "إن التعاون بين القطاعين العام والخاص في المجال الزراعي قائم منذ عقود ولا يخفى ما للشركات الزراعية الخاصة من دور داعم ومساند لدور وزارة الزراعة في توجيه المزارع وإرشاده الى أفضل السبل للحصول على إنتاج ذات جودة عالية بكلفة منخفضة، قادر على المنافسة في الاسواق المحلية والخارجية، ولعل شركة "روبنسون أغري" هي من أوائل الشركات العاملة في هذا المجال".

وهنأ باسيل والبترون بجمعية "بترونيات" "التي تهتم بالانتاج الزراعي وتوفر فرص عمل لأبناء المنطقة"، ورأى أن "التقنية المبتكرة في مشتل "روبنسون أغري" ستعطي نتائج إيجابية"، متمنيا النجاح لها، واضعا إمكانات الوزارة "بتصرف كل ما يخدم الزراعة والمزارعين في لبنان والتعاون مع جميع الشركات الخاصة العاملة في المجال الزراعي".

في الختام أولم مجلس إدارة "روبسنون أغري" للحضور في مطعم "بترونيات".