رهبانيّة مميّزة فيها الإعاقة طاقة... من تستقبل؟
لين وفيرونيك حوّلتا الإعاقة إلى طاقة إيمان. في بيت مستأجر، جمعتهما الصّداقة والمرض والدّعوة الكهنوتيّة وضمّهما هذا الدّير المبارك الفريد من نوعه إلى قلب الرّبّ بعد أن عانتا طويلًا من غياب القواعد الكنسيّة التي تنظّم إعاقتهما العقليّة في إطار كهنوتيّ.
إليهما، إنضمّت فتاة مصابة بمتلازمة داون أرادت أن تتكرّس للرّبّ أيضًا، وعندها انتقلت الجماعة شيئًا فشيئًا تحت إسم "الرّاهبات الصّغيرات" إلى ملكيّة تضمّ في "بلان" ضمن أبرشيّة "بورج" حيث دُعمن من المونسنيور بيار بلاتو.
الاعتراف بالنّظام الدّاخليّ لهذه الرّهبنة ذات الأسلوب الفريد، استلزم 14 سنة، لكنّ الآن، ها هو عدد الرّاهبات المسمّات تلميذات الحَمَل يبلغ 10، قد نجد من بينهنّ راهبات غير مُصابات بإعاقة.
وعن مسار حياتهنّ اليوميّ، لا شيء مختلف عن الحياة الرّهبانيّة العاديّة! صلوات يوميّة وقداديس ونشاطات مختلفة كالحياكة وصناعة الفخّار والزّراعة. فتلك الرّاهبات ورغم إعاقتهنّ مستقلّات وذات قوّة روحيّة وعطاء فريد، لأنّ الحياة التأمّليّة تسمح بالعيش بإيقاع منتظم وبقرب مميّز وتواصل أسهل مع الرّبّ.
وفي الختام، كلام محيٍ من الأخت فيرونيك لا بدّ من أن نتأمّل به لعظمة إيمانه: "منذ 34 سنة، سمعتُ نداء الرّبّ، وبحثتُ عن معرفة يسوع عبر قراءة الكتاب المقدّس. وُلدت مع إعاقة تُسمّى متلازمة داون. أنا مسرورة وأحبّ الحياة. أنا أصلّي، لكنّني أحزن للمصابين بالمتلازمة الذين لا ينعمون بفرح العيش… يسرّني كثيرًا أن أكون خطيبة يسوع".
أمام تلك الكلمات، نصلّي بدورنا لكلّ من يعاني المرض، من أجل أن يجد الفرح في مجتمع بات فيه معنى الحياة والتّكريس غائبًا. نصلّي من أجل الكنيسة لكي تسدّ النّقص في المعالم والمرجعيّات الدّينيّة التي تحمي المعوّقين، فتعيد التّأكيد على الطّابع المقدّس للحياة وللإنسان.
صلاتنا تُرفع أيضًا من أجل كلّ ذي إرادة صلبة ليحوّل الإعاقة إلى طاقة، مع المسيح!