بيئة
21 تشرين الثاني 2022, 07:15

دعوة أممية للتصدّي للتهديد العالمي الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات

الأمم المتّحدة
بالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات، أطلقت أربع وكالات أممية يوم الجمعة منصة الشراكة المتعددة لأصحاب المصلحة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بغية ضمان التحرك العالمي في مواجهة التهديدات والآثار المتزايدة الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات.

المنظمات الأربع هي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وقد كثفت الوكالات الأربع جهودها بشأن هذه المبادرة من أجل إبراز التهديد الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات بالنسبة إلى الإنسان والحيوان والنبات والنظم الإيكولوجية وسبل العيش.

مدير عام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قال إن هذه المنصة ستؤدي دورا حيويا في إبراز ما تتسم به معالجة مقاومة مضادات الميكروبات من أهمية وإلحاح بموازة بناء الزخم السياسي والدعم العام والحفاظ عليهما. "وستساعد على دفع عجلة التنسيق العالمي بحيث تكون استجابتنا الجماعية أكثر استراتيجية واستدامة وكفاءة من حيث استخدام الموارد".

أداة لمضاعفة الجهود

وتمثّل منصة الشراكة الجديدة منتدى شاملا ودوليا يجمع أصواتا من جميع المجالات والقطاعات والمنظورات من خلال نهج صحة واحدة الشامل والمطبق على نطاق المنظومة، بغية تكوين رؤية مشتركة تلبي الحاجة إلى تحسين تنسيق الجهود التي يبذلها عدد كبير من أصحاب المصلحة.

وتمثل المنصة طريقة من أجل مضاعفة الجهود الجماعية الرامية إلى إنقاذ ملايين الأرواح والحفاظ على فعالية مضادات الميكروبات لصالح أجيال الحاضر والمستقبل عن طريق استخدامها على نحو مستدام.

وستقوم المنصة الجديدة بإشراك أصحاب المصلحة عبر نطاق نهج صحة واحدة وتزويدهم بمقومات التمكين بطريقة شاملة وشفافة لتكوين توافق في الآراء بين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص بشأن الرؤية العالمية حيال مقاومة مضادات الميكروبات واكتساب المعارف لتعزيز فهم جماعي للتحديات والفرص الناشئة عن مقاومة مضادات الميكروبات واتخاذ إجراءات متعددة أصحاب المصلحة بغية احتواء مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها وعكس مسارها تماشيا مع خطة العمل العالمية وخطط العمل الوطنية.

وقالت السيدة مونيك إليوت، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان إنه "يمكننا أن نتغلّب على مقاومة مضادات الميكروبات عن طريق الشراكات ونماذج التعاون المناسبة. وقد حان وقت العمل. ونحن نبذل قصارى جهدنا لحماية الجميع من التهديد الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات".

تقديرات مخيفة

تشير التقديرات إلى أن 1.3 مليون شخص حول العالم يلقون حتفهم كل عام بشكل مباشر جراء مقاومة مضادات الميكروبات. وقد يرتفع هذا العدد بشكل هائل إن لم تُتخذ إجراءات بهذا الشأن، ما من شأنه أن يفضي إلى زيادة تكاليف الصحة العامة ويدفع بالمزيد من الناس إلى هوة الفقر، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل، وهذا ما يبرز الحاجة إلى هذه المنصة لحشد المزيد من الجهود المنسقة.

وتؤدي المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات دورا رئيسيا في نجاح الطب الحديث وأسفرت عن تحسين مستوى صحة الإنسان والحيوان إلى حد كبير. بيد أنّ استخدامها على نحو مفرط وسيء قد أضعف فعاليتها، فزاد عدد مسببات الأمراض التي طورت قدرتها على البقاء وتحمّل مضادات الميكروبات المصممة من أجل القضاء عليها.

ماذا تعني مقاومة مضادات الميكروبات؟

تظهر مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعوامل المضادة للميكروبات. ونتيجة لمقاومة العقاقير، تصبح المضادات الحيوية والعوامل الأخرى المضادة للميكروبات غير فعالة، ما يجعل من الصعب أو المستحيل معالجة العدوى ويزيد من خطر انتشار الأمراض وحالات الاعتلال الشديد والوفاة.

أضرار بالغة بسبل عيش الملايين

وعلاوة على ذلك، يعتمد 1.3 مليارات شخص على الثروة الحيوانية و20 مليون شخص على تربية الأحياء المائية من أجل كسب لقمة عيشهم، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ويؤدي انتشار سلالات مسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات إلى إلحاق أضرار جسيمة بسبل عيشهم، حيث إنها تزيد من معاناة الحيوانات وخسارتها. كما أنّ رش المحاصيل بالمبيدات، فضلًا عن التخلص غير الصحيح من الأدوية غير المستخدمة أو منتهية الصلاحية والنفايات الناجمة عن الصناعات والمجتمعات المحلية، كلّها مسائل يمكن أن يؤدي إلى تلوث التربة وجداول المياه التي تنشر العوامل التي تحفر الكائنات الحية الدقيقة غير المرغوب فيها على تطوير مقاومة للأدوات المصممة من أجل احتوائها والقضاء عليها.

النقص في علاجات جديدة لأمراض حرجة يترك الأشخاص عرضة لأكثر أنواع البكتيريا خطورة في العالم. 

أزمات مترابطة

قال السيد شو دونيو، مدير عام منظمة الفاو "إنّ مقاومة مضادات الميكروبات تهدد صحة الحيوان وسلامة الأغذية والأمن الغذائي والازدهار الاقتصادي والنظم الإيكولوجية في مختلف أنحاء العالم. ولا بدّ للعالم من أن يوحد جهوده الآن من أجل الحيلولة دون ظهور أمراض مقاومة للأدوية والحد من تداعياتها".

أما السيدة أنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة فقالت إنه "لا يمكن فهم التحديات التي تفرضها مقاومة مضادات الميكروبات أو مواجهتها بمعزل عن مواجهة الأزمة الثلاثية التي تعصف بكوكبنا – أزمة تغير المناخ وأزمة الطبيعة وفقدان التنوع البيولوجي وأزمة التلوث والنفايات، وجميعها أزمات سببتها الأنماط غير المستدامة في الاستهلاك والإنتاج".