دينيّة
08 حزيران 2024, 12:00

خدمة البسطاء تثلج قلب الله

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم السفير العالميّ للسلام الأب الدكتور طوني غانم الأنطونيّ

 

"تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِٱلرُّوحِ" (لو 10: 21-24)

شعر يسوع في هذا النصّ بسعادة كبيرة "تهلّل" وكان ذلك بسبب خدمة تلاميذه التي أوكلها إليهم وأدَّوها بأمانة. وفرحته هذه لم تكن خارجيّة فقط ولكن أيضًا "بِٱلرُّوحِ".

ولكنّ فرح يسوع لم يتوقّف هنا، بل إنّه ذهب إلى أبعد من ذلك ليرفع صلاة شكر إلى الخالق. قدّم يسوع الحمد لله الآب على حكمته وخطّته وعلى علاقته الفريدة به كأبيه السماويّ. وشكر يسوع الله أيضًا على الخدّام الذين معه وعلى سماح الله لهم بأن يكونوا طرفًا في تلك العلاقة الخاصّة.  

فالسبعون تلميذًا هم الْأَطْفَالِ؛ المؤمنون البسطاء الذين يستقبلون الحكمة الحقيقيّة من إعلان الله. فَلِمَ أرسل البسطاء؟ لأنّهم لن يغيّروا الرسالة، ولأنّه أراد الوصول، من خلالهم، إلى من هم مثلهم. أرسلهم لأنّهم سيقومون بالعمل باسمه وسيفرحون بالخدمة وسيقدّمون الحمد والثناء له.

فهنيئا للرسل وللتلاميذ ولنا للبركة الفريدة التي أخذناها من يسوع ألا وهي أنّنا نلنا تلك الطوبى لأنّنا رأينا المسّيا على الأرض.

فلنخدم الربّ أذًا ولنرفع الصلاة إليه في كلّ حين.

فلنخدم بكلّ شفافيّة وتواضع وبساطة، طالبين القوّة من الله، من دون الاعتماد على أي شيء إلّا إنجيل الله وقوّته. ولنخدم كلّ إنسان من دون أي تفرقة، ولتكن خدمتنا كلّيّة، بقوّة الله.

نخدم مخبرين أنّ الملك ومملكته حالّين بيننا، مذكّرين بأنّ ملكوته في داخلنا، مبشّرين بكلمته من دون أن نضيّع أوقاتنا، في أثناء الخدمة، مع الذين يرفضون الإنجيل. كما قال المسيح يسوع "اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي، وَٱلَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي"، لأنّنا عالمين من نخدم ومن نُمثّل.

فلنخدم ونتَهَلَّلَ، كما يَسُوعُ، بِٱلرُّوحِ، عالمين أنّ يسوع سيتهلّل عندما نقوم بعمله.