خاصّ- وصرخت: "مطرح ما كنت تاكل وتزرع رح تاخد هالدوا وتشفيني!"
وفي تلك الأرض المباركة، رمت رانيا كمال قبطيّ بذرة الإيمان فنمت أعجوبة في حياتها. وبحسب صفحة أعاجيب مار شربل- عنّايا الرّسميّة على فيسبوك، تخبر رانيا أنّها ومنذ أربع سنوات عانت من وجع في الرّحم، وجع شبّهته بآلام الولادة الّتي اختبرتها مرّتين ورزقت نتيجتها بابنتين. هذا الألم قادها إلى الطّبيب جورج الحايك الّذي شخّص تضخّمًا بالرّحم ينتج عنه ألمًا مستمرًّا.
العلاج كان بواسطة دواء هرمونيّ، دواء ترك ردّة فعل قويّة على جسم رانيا. فالأخيرة نحُلت لا إراديًّا إذ خسرت 14 كيلوغرمًا من وزنها، وتراجع أداءها الحركيّ فعجزت عن خدمة عائلتها، وحُرمت من الأكل والنّوم.
أبت رانيا أن تستسلم للمرض، فكانت الصّلاة ملجأها ومار شربل شفيعها غير متأفّفة من هذا الصّليب، قابلة بهذا الوجع إن كان لخلاصها وفق ما تروي.
ومع مرور الأيّام تدهورت صحّة رانيا، فكان لا بدّ من تغيير الدّواء الّذي كان أقوى من الأوّل، فتناولته مدّة عشرة أيّام لتقصد بعدها درب محبسة عنّايا وترمي كلّ ما تراكم بسبب المرض عند أقدام ناسكها.
هناك، جثت على ركبتيها الواهنتين وصلّت بحسب قلب الأمّ وسألت شربل شفاءها من أجل ابنتيها.
هناك، في أرض المحبسة الّتي حرثها واعتنى بها شربل، رمت دواءها وصرخت: "مطرح ما كنت تاكل وتزرع رح تاخد هالدوا وتشفيني!"، عسى صدى المكان ينقل صوتها إلى ساكن العُلى.
هناك، تخلّت عن وصفة الطّبيب الأرضيّ، وسلّمت أمرها لطبيب السّماء الّذي ما تأخّر في الاستجابة، في 21 تموّز/ يوليو 2018. فمنذ ذاك اليوم اختفت كلّ أوجاعها، ولبست ثوب مار شربل لشهر كامل كفعل شكر على نعمة السّماء.
وفي 14 ت2/ نوفمبر، جدّدت رانيا قبطيّ الفحوص الطّبّيّة، وكان تأكيد على شفائها الّذي أدهش الطّبيب وأدمع عينيه وأفرح قلبه؛ فحملت نتيجته التّقرير الطّبّيّ إلى دير مار مارون- عنّايا، ودوّنت الأعجوبة السّادسة والأربعين بعد عيده في سجلّ الأعاجيب، في 30 ك1/ ديسمبر 2018.