خاصّ- هل يحتفظ عيد القدّيسة بربارة برونقه وسط انتشار "كورونا"؟
ولعلّ المظهر الأوّل للعيد هو الزّيّ التّنكّريّ الّذي عادة ما يختاره الأطفال من أجل احتفالاتهم "البريئة" في ليلة عيد البربارة، فتصدح من حناجرهم أغنية الـ"هاشلة بربارة"، ويجولون في الشّوارع ومن منزل لآخر بأزيائهم الحلوة. عن سبب إحياء العيد، فيقول الأب الأب ميشال عبّود الكرمليّ في حديث خاصّ لموقعنا، يرتبط بـ"الأعجوبة الّتي جرت مع القدّيسة بربارة حين لفّها النّور ما أن نُزعت عنها ملابسها قبل قطع رأسها".
وما أطيب ما تقدّمه الموائد اليوم من حلويات وأطايب، فبين المعكرون والعوّيمات والمشبّك والزلابيّة والقطايف والقمح، دلالات إيمانيّة عميقة. فالقمح الّذي غالبًا ما يُستخدم في عيد الشّهداء، يستقي عادته في عيد القدّيسة بربارة من قول المسيح في إنجيل يوحنّا 12/ 24: "إنّ حبّة الحنطة الّتي تقع في الأرض إن لم تمت تبقى وحدها. وإذا ماتت، أخرجت ثمرًا كثيرًا"، فالشّهيد مثل حبّة القمح مات ليحيا في السّماء وأعطى بموته ثمارًا للكنيسة.
أمّا الحلويات فهي تترجم الفرح الخارجيّ، فرحًا اعتاد أسلافنا أن يبرزوه للعلن عن طريق صنعها وتقديمها في المناسبات الكبرى فقط لضيق الأحوال الاقتصاديّة. وهنا هي تشير إلى مسيرة الألم الّتي سلكتها الشّهيدة، فـ"مثلما تُطهى العجينة على حرارة مرتفعة وتثمر حلويات لذيذة، أثمرت عذابات الشّهيدة بربارة قدّيسة جميلة وعظيمة".
إذًا اليوم، وفيما نتحضّر للاحتفال بعيد "البربارة"، هلّا نقف أمام قدسيّة هذا العيد ونعيد لشفيعتها لقبها فنحيي معًا عيد "القدّيسة بربارة"..
هلّا نستغني عن كلّ العادات المستوردة فلا نخلط بين عيد الهالوين وتقاليده الوثنيّة وعيد هذه القدّيسة الّتي رفضت عبادة الأصنام مجاهرة بعبادة ربّ الأرباب يسوع، فقدّمت حياتها في سبيل إيمانها..
اليوم، لنزرع في أطفالنا جذور العيد وننفح فيهم روحانيّة قدّيسته ونشكر وإيّاهم الله على هذه الشّهيدة الّتي بالرّغم من ألمها زرعت بيننا فرحًا كبيرًا لا يزال يطرق أبوابنا كلّ عام في الموعد نفسه.