خاصّ- "هاشلة بربارة"..
في عيد القدّيسة بربارة، نرتدي الأقنعة، نزرع القمح ونتناول الحلويات. هي عادات وتقاليد اكتسبنها من الأجيال السّابقة، هي عادات وتقاليد لا يمكننا التفريط بها أوالإستغناء عنها، ولكن هل يعي الجميع معاني هذه التّقاليد؟
"إرتداء القناع هو إحياء للأعجوبة الّتي جرت مع القدّيسة بربارة حين لفّها النور عندما نُزعت عنها ملابسها قبل قطع رأسها"، هذا ما شرحه الأب ميشال عبّود في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" مضيفًا أنّ اليوم، تحوّلت الأمور من روحيّة إلى ترفيهيّة، وأنّ الإلتباس بين الإحتفال بعيد البربارة وعيد الهالويين أصبح هائلاً، فالأقنعة الّتي يرتديها الأولاد غالبًا ما تكون مخيفة، لا تمتّ إلى إيماننا بصلة ولا ترمز إلى مسيحيّتنا.
أمّا القمح، فيُستخدم في أعياد كلّ الشّهداء، وتعود هذه العادة إلى قول المسيح: "إنّ حبّة الحنطة الّتي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها. وإذا ماتت، أخرجت ثمرًا كثيرًا" (يوحنا 12:24)، فالشّهيد مثل حبّة القمح، مات ليحيا في السّماء وأعطى بموته ثمارًا للكنيسة.
وعن الحلويات، قال الأب عبّود إنّها ترمز إلى الفرح الخارجيّ، إذ في السّابق، لم تسمح الأحوال الإقتصاديّة للمؤمنين بتناول الحلوى سوى في المناسبات الكبرى مضيفًا أنّ منهم من أعطى للحلويات بعدًا روحيًّا، فـ"مثلما تُطهى العجينة على حرارة مرتفعة وتثمر حلويات لذيذة، أثمرت عذابات الشّهيدة بربارة قدّيسة جميلة وعظيمة".
ما زلنا حتى اليوم نحتفل بهذا العيد، وما زلنا نرندح أغنية "هاشلة بربارة" ونرتدي الأقنعة ونزرع القمح، ونتناول الحلويات إلا أنّ هذا العيد فقد معناه الدّينيّ الرّوحي وبات عيدًا ترفيهيًّا بسبب تأثّرنا بالتّيّارات الغربيّة، فأوضح الأب عبّود أنّ المحتفلين باتوا يرتدون الأقنعة المخيفة ويتنكّرون متأثّرين بالشّعوذات الخارجيّة" داعيًا الجميع إلى فهم أوّلاً حياة القدّيسة وإلى التّضحيّة ثانيًا.
عيد القدّيسة بربارة هو عيدٌ يضفي أجواءً من الفرح والبهجة، عيدٌ يتهافت فيه الصّغار والكبار إلى الطرقات محتفلين مهلّلين، فهلّا ندرك جوهر هذا العيد ونعيد إليه رونقه وقدسيّته، ونتوّجه بمشاركتنا في القدّاس الإلهيّ مستلهمين من سيرة حياة القدّيسة بربارة فنشهد مثلها ليسوع حتّى الموت.