دينيّة
06 تشرين الأول 2019, 07:00

خاصّ- مجيء ابن الإنسان... كيف يكون ؟

غلوريا بو خليل
علامات الأزمنة وعلامة مجيء ابن الإنسان كالبرق هي محور الأحد الرّابع من زمن الصّليب الذي تهيّئنا فيه الكنيسة للاستعداد لمجيء الرّبّ بالمجد. ولسبر غور كلام المسيح وفهم أبعاد إنجيل متّى (24/ 23 – 31) لهذا الأحد الذي ينبّهنا كسابقه من المسحاء والأنبياء الكذبة ويحدّثنا عن مجيء الرّبّ يسوع بالمجد، كان لموقعنا حديث مفصّل مع نائب رئيس رعيتي مار أليشاع وسيدة بزعون في بشرّي الرّاهب المارونيّ المريميّ الأب دومينيك نصر.

 

"إنجيل هذا الأحد يمكّننا من قسم خطاب يسوع عن هذا الموضوع إلى قسمين: الأوّل يتناول ما سبق مجيئه بالمجد، والثّاني ما يرافق مجيئه من علامات"، بهذه الكلمات استهلّ الأب نصر شرحه. 

وأكمل: "يتوجّه يسوع المسيح في القسم الأوّل، أيّ ما يسبق مجيء المسيح بالمجد (الآيات 23-28)، إلى أبنائه المختارين الرّاسخين بالإيمان والّذين يحاولون الثّبات بإيمانهم رغم المحاربات، منبّهًا إيّاهم من الأنبياء الكذبة الّذين يشوّهون الحقيقة باستعمالهم التّقوى والإيمان والقوانين لمجدهم الخاصّ، فهم كالذّئاب بثوب حملان، تمامًا كما يفعل إبليس."

واستطرد الأب نصر: "ينبّههم الرّبّ يسوع من أساليب التّضليل مفسّرًا: يقولون لكم "إنّه في البرّيّة، فلا تخرجوا إلى هناك"، أو هو "في المخادع، فلا تصدّقوا". فالّذي جاء للعلن ولخلاص الجميع لا يمكن أن يأتي خفية، هو الّذي وعد التّلاميذ بلسان الملائكة عند صعوده إلى السّماء: "إنّ يسوع هذا الّذي رُفع عنكم إلى السّماء سيأتي كما رأيتموه ذاهبًا إلى السّماء". إنّ هذا التّنبيه ليس تنبّؤًا كتنبّؤات الدّجالين في عصرنا هذا، بل هو تحذير من أخ إلى إخوته كي لا يقعوا في فخاخ العدوّ."

وتابع الرّاهب المريميّ شارحًا: "يتناول يسوع مجيئه الثّاني على أنّه مفاجئ لكنّه أكيد، ففي آية "مجيء ابن الإنسان يكون مثل البرق يلمع من المشرق ويضيء في المغرب"، المشرق يعني الشّريعة التي أعلنها الأنبياء وتختصّ بالمسيح الآتي، والمغرب يعني البلوغ إلى نهايتها التي هي المسيح. أمّا البرق فهو الحقيقة التي تلمع ونور المسيح الّذي يسطع على الأخيار والأشرار. لكنّ هذا الوصف يطبَّق أيضًا على مجيئه في حياتنا اليوميّة، فهو يلمع بنور الحقيقة، نور شخصه وتعليمه وآياته وتعليم الكنيسة وإلهامات الرّوح القدس، فينير كلّ إنسان في بحثه عن الحقيقة أيّ هو نفسه. وفي آية "حيث تكون الجثّة، هناك تجتمع النّسور"، ترمز الجثّة إلى آلام المسيح الّذي سيق إلى الصّليب، ففي الذّبيحة الإلهيّة يجتمع القدّيسون كالنّسور حول مذبحه ويرتفعون بذبيحته إلى عرش الحمل المذبوح في السّماء."

من ثمّ إنتقل الأب نصر إلى القسم الثّاني مختصرًا إيّاه بما يرافق مجيء المسيح وعلاماته (الآيات 29-31)، موضحًا: "يتكلّم الرّبّ يسوع في هذا النّصّ عن علامات نهاية الأزمنة، وعن مجيئه الثّاني بالمجد، وعن آلام الأشرار، وسعادة الأبرار. الخليقة كلّها ستصبح جديدة، لا شيء سيتخطّى المسيح، سيكون نوره أبهى وأسطع، وبحضوره ستخفت جميع الأنوار، والعلامة هي الصّليب الذي سيسطع أكثر من الشّمس، مثلما حدث مع الملك قسطنطين بظهور علامة الانتصار بالصّليب."  

واختتم الرّاهب المريميّ شرحه بالقول: "عند تولّي يسوع الملك عرش السّماء، تنجلي حقيقة محبّة الله وتجسّده وفدائه وعمل خلاصه لكلّ من لم يعمل بإنجيله، أمّا الّذين كانوا أوفياء له على الأرض فسيرفعهم إلى أعلى السّموات."