دينيّة
26 أيلول 2018, 07:00

خاصّ- ماغي عون.. إيمان وثقة فأعجوبة بشفاعة مار شربل

ريتا كرم
قطنة مشبعة بالزّيت المقدّس" كانت الأداة الوحيدة الّتي استُخدمت في عمليّة جراحيّة دقيقة شهدتها محبسة عنّايا الّتي تحوّلت إلى مشفى في 9 ت1/ أكتوبر 2008. فطبيب السّماء شربل لم يردّ زائرته خائبة، هي طرقت باب النّعمة بإيمان وثقة ثابتين وهو شرّعه بمحبّة وسخاء، فكانت الأعجوبة!

 

هي قصّة أمّ وابنتها مع القدّيس شربل، قصّة امرأة تعيش تحت الأضواء غير خائفة من إعلان إيمانها متمسّكة بصلاتها الأحبّ: مسبحة الورديّة؛ هي شهادة الإعلاميّة ماغي عون في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز".

ماغي آمنت أنّ لا مستحيل عند يسوع، فطلبت من أجل ابنتها ونالت. وفي التّفاصيل، عانت يارا من ألم في الأذنين ردّت الفحوص سببه إلى فقدانها "طبلة" الأذن وثلاثين بالمئة من حاسّة السّمع، والحّل يكمن في عمليّة زرع. فحدّد لها الطّبيب المعالج الاختصاصيّ في الأذن والعين والحنجرة، في مشفى العين والأذن في النّقّاش، د. الياس خوري تاريخ العمليّة الجراحيّة: الجمعة 17 ت1/ أكتوبر. غير أنّ ماغي لم تنتظر كلّ ذاك الوقت بل اختارت علاجًا آخر، إذ قرّرت أن يكون الدّواء على يد القدّيس شربل الّذي ظهر لها معاتبًا، عند منتصف اللّيل أثناء تلاوتها مسبحة الورديّة، لأنّها لم تستشره هي الّتي تعوّدت أن توكل إليه كلّ أمورها. في تلك اللّحظات، تخبرنا ماغي أنّها تأكّدت من مقدار محبّة يسوع لها، ومع سماع صوت شربل لم تشكّ أنّ الشّفاء محتّم، فاضطرم نار الإيمان في قلبها وذرفت دموع النّدامة لأنّها لم تلجأ إليه، وكان القرار الحاسم: إلغاء العمليّة وتوكيلها إلى مار شربل بثقة وحزم؛ ببساطة تبعت "حدسها" "وارتبط عقلها بكلام شفيعها" فتوجّهت من دون تردّد إلى مشفى الرّوح والجسد الّذي لا يردّ أحدًا مكسور الخاطر، ونقصد "محبسة العجايب"، والدّواء: قطنة من الزّيت المقدّس وضعتها الأمّ الغارقة بدموع التّأثّر في أذني يارا على مرأى من ابنتها ماريا وزوجها، وحضنتها "في اللّحظة الأهمّ" وقلبها يخفق بقوّة قائلة: "الحمد لله على السّلامة".

يارا الّتي ضاعت بين إيمان والدتها الكبير وبين ما تريد أن تصدّقه، عانت في اليوم التّالي من ألم مبرح في أذنيها معتقدة أنّ التهابًا أصابها بسبب الزّيت، لم يُقلق ذلك ماغي بل على العكس أفرح قلبها وجعلها تتأكّد أنّ العمليّة تمّت بنجاح، نجاح أكّده الطّبيب المعالج مردّدًا بتعجّب: "يارا شفيت!"

منذ حوالى 10 سنوات، العائلة تعيش "نعمة مستمرّة" و"شعاع إيمان متواصل" يرفع أفرادها في وقت المحن والضّيق. فمنذ أن تمّ الشّفاء، تضاعفت مسؤوليّة ماغي إذ باتت مهمّتها الجديدة أن تبشّر بهذه الثّقة المطلقة وبالإيمان البعيد عن كلّ أنواع الشّكّ، فبالنّسبة إليها وإلى يارا، الشّهادة هي فرح اللّقاء بالآخر ورفعه إلى مجد الله. كما ازدادت إصرارًا على عدم ارتكاب الخطيئة، فتصلّي في كلّ مناسبة ضارعة: "يا يسوع علّمني أن أتعلّم بسرعة من أخطائي الكبيرة والصّغيرة، المقصودة وغير المقصودة.. علّمني أن أندم سريعًا. أمحُ من قلبي كلّ سواد فلا أفقد نقاوتي"؛ هذا العزم تستمدّه كذلك من صلاة الورديّة الّتي تعتبرها من "يوميّات إيمانها".

ماغي المؤمنة لا تخجل أن تبرز إيمانها في كلّ مناسبة وفي أيّ مكان، وكذلك ماغي عون الإعلاميّة الّتي قلبت الآية، فهي كلّما كانت تحت الضّوء كلّما سطع نور إيمانها وزادها شهرة في كلّ الأوساط لأنّها بكلّ بساطة لا تخاف ولا تخجل من أن تعلن عن التزامها المسيحيّ، فوجود المسيح ومريم في حياتها هو قمّة إنجازاتها. هذا التجذّر العميق بالإيمان قادها إلى الرّبط بين عملها الإعلاميّ ورسالتها الإيمانيّة، فهي الّتي برز وجهها في البرنامج الاجتماعيّ الإنسانيّ "نحنا لبعض" والّذي تحوّل إلى جمعيّة خيريّة، طبعت بصمة جديدة في المجتمع من خلال جمعيّة "كلنا لبعض" للمسنّين افتتحتها في فترة ميلاد 2016 في سنّ الفيل.

ماغي الّتي تعتزّ بارتباط اسمها بالقدّيس شربل كما بلقبها الإعلاميّ، توجّه رسالة إلى قرّاء موقع "نورنيوز"، وبخاصّة إلى من تزعزع إيمانهم داعية إيّاهم إلى أن يفتحوا قلوبهم على شهادات حياة من اختبروا لمسة الرّبّ في حياتهم، ويسمحوا ليسوع أن يلمسهم من دون خوف.

هذه هي ماغي عون الّتي طلبت فنالت لأنّها بكلّ بساطة ترتكز في نمط عيشها على معادلة واحدة: إيمان زائد ثقة، لا ينتج عنهما إلّا "أعجوبة"، وإن تمسّكنا بهما يوميًّا فتخيّلوا كم من الأعاجيب ستشهد أعيننا. فتحيّة إلى من كرّست الكلمة، على مثال الإعلاميّ الأوّل يسوع، ونادت بها من أعلى السّطوح شاهدة لمحبّة المسيح الكبيرة لها ولعائلتها والّتي حصدتها بشفاعة رفيق دربها شربل؛ تحيّة إيمان ملؤها الثّقة إلى الإعلاميّة ماغي عون.