خاصّ - لكابيلا القديسة ريتا في غدير.. قصة مختلفة

شَيدّت عام 1906 عائلة خورشية ابّليان الكابيلا التي قُسمت في السابق إلى طبقتين : كنيسة تحمل اسم القديسين بطرس وبولس ومدفن للعائلة. وبعد فترة، خطّطت بلدية غدير لردم الكابيلا بغية توسيع الطريق المؤديّ إلى حريصا كما أرادت لجنة الوقف ردمها بهدف انشاء موقف للرعية؛ إلّا أنّ كلّ هذه المبادرات باءت بالفشل.
عام 1989 انتقلت ملكيّة الكابيلا الى عائلة بارود التي قدّمها أفرادها الى لجنة الوقف عن راحة نفس والدهم ليبدأ حينها الترميم. وأثناء ذلك، ظهر على الحجر الأمامي للكابيلا اسم "نبيه سمرا بارود"، ما أثار تعجّب الجميع، فتبيّن لاحقًا أنّ بعد خضوع الوالد نبيه سمرا بارود لعملية جراحيّة أدّت الى بتر رجله، وُضعت رجله المبتورة في مدفن الكابيلا. فما كان أمام الشماس شمالي إلّا أن يفسّر ما حصل بالتدبير الإلهي.
عام 1990 كرّس الموسنيور يعقوب الشمالي المزار على اسم القديسة ريتا وتأسست جماعة "نحلات القديسة ريتا"، وبدأ المزار يستقطبُ عدداَ كبيرًا من المؤمنين.
وفي سنة 1999 كُسرت كلّ التماثيل في الكابيلا فاستُحضِر التمثال الحاليّ للقديسة ريتا من ايطاليا. 
عام 2002 شيّدَ وقف الرعيّة مزاراً للقديسة ريتا إلى جانب الكابيلا؛ واحتفلت العام الماضي باليوبيل الفضّي لتكريس المزار الداخليّ.
وعن الهيكلية المعمارية للكابيلا، أشار الشماس شمالي الى أنها ذات طابع أرمنيّ.
من جهة أخرى، تحدّثت "نحلات القديسة ريتا" لموقعنا عن النشاطات التي تقوم بها معبّرة عن فرحها لتنظيم احتفالات عيد القديسة ريتا وقداديسه التي بدأت منذ الأوّل من أيّار. وأضافت "نحلات القديسة ريتا" أنّ طريقة تزيين المزار بالورود تختلف سنويًّا، إلّا أنّ العادات التي تتبعها الجماعة تبقى نفسها أي توزيع الخبز والورد الأحمر للمؤمنين الحاضرين وذلك لرموزها الدينية المقدّسة.
أجواء إيمان وصلاة بشفاعة القديسة ريتا تهيمن فوق غدير هذا الأسبوع تحديدًا، فالإحتفالات بعيد شفيعة الأمور المستحيلة مستمرّة، إذ يحتفل اليوم المطران طانيوس الخوري بالقدّاس الإلهي عند السابعة مساء وتنظَّم غداَ مسيرة مع المطران العنداري عند السابعة مساءَ يليها القداس الإلهي عند الثامنة.
قديسة المستحيلات تجمع المؤمنين بالفرح والرجاء والأمل.. مستعدّةٌ أبدًا لسماع صلواتنا، هيّا بنا نتوجّه إلى الكابيلا في غدير، إلى حيث تنتظر القديسة العجائبية احتفالنا بعيدها بخشوع وتأمّل فريدين..