دينيّة
20 كانون الأول 2020, 08:00

خاصّ– في أحد النّسبة، دعوة للاعتراف بيسوع الإنسان الحقّ كما هو الإله الحقّ!

غلوريا بو خليل
تتجلّى طبيعتا ربّنا يسوع المسيح الإلهيّة والبشريّة في الأحد السّادس من زمن الميلاد المجيد، أحد النّسبة في إنجيل القدّيس متّى (1/1 – 17). نسب يسوع الذي جاء بترتيب تنازليّ يبدأ بإبراهيم وينتهي بيوسف خطّيب مريم العذراء التي ولد منها الطّفل الرّبّ، تاريخ ونسل مليء بالخطأة أعلنه يسوع من دون خجل، هو الذي جاء ليحمل خطايانا ويخلّصنا. ولكي نعرف كيف نقبل تاريخنا ونسلنا ونتعرّف عليه ونفهم الهدف منه، كان لموقعنا حديث روحيّ مع كاهن رعيّة مار سمعان العموديّ الخوري يوسف مبارك.

إستهلّ الخوري مبارك حديثه شارحًا: "في رسالته إلى أهل روما، يقول بولس الرّسول: "وُلد يسوع بحسب الجسد من نسل داود وجُعل بحسب روح القداسة إبن الله بقوّة". وفي مطلع إنجيل متّى الرّسول، تتوضّح لنا إنسانيّة يسوع إبن الله الحيّ الذي وُلد بالجسد من مريم".

وأضاف: "هذا الأحد هو دعوة لنا لنقبل ذواتنا وتاريخنا رغم كلّ الهشاشة والمعطوبيّة التي من طبعنا، ونرى إيماننا الذي بسبب هذا الضّعف تشوّه. إنّنا نؤمن بربّ واحد: "يسوع المسيح إبن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدّهور... مولود غير مخلوق... الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا نزل... تجسّد من الرّوح القدس ومن مريم العذراء وصار إنسانًا"، هذا ما نردّده بقانون إيماننا مع الكنيسة شرقًا وغربًا .طبعًا العقل البشريّ يرفض الصّورة الضّعيفة لله، لأنّ منطقه (العقل) يرى في الألوهة قوّة وقدرة، ووقار، وهيبة، وجبروت...".
وتابع كاهن رعيّة القليعات: "مع التّجسّد، يقلب يسوع المقياس لأنّ منطق المحبّة يختلف عن منطق العقل وهذا ما دفع ابن الله للتّجسّد والفداء. لقد خلّصنا من دون شرط، والخلاص هذا كان باب الإمكانيّة للتّوبة أيّ للتّجدّد من خلال قبوله أن يكون في نظام العيلة البشريّة، أيّ عنده "سليلة" عيلة خطأة... إختزلها متّى الرّسول بذكر أسماء النّساء الأربعة، وثنيّات وخاطئات: تامار وراحاب وراعوت أرملة أوريا وذكر داود الملك الفاسق !إنّها دعوة لعدم التّنكّر لماضينا فهو جزء من تاريخنا الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم".
وإختتم الخوري مبارك حديثه بكلمة توجيهيّة تعليميّة قائلًا: "هذا الأحد أحد نسب يسوع البشريّ دعوة للاعتراف بيسوع الإنسان الحقّ كما هو الإله الحقّ، نعم هذا العمانوئيل، الله معنا، له اسم واضح بين النّاس، اسمه يسوع الذي معناه الله يُخلّص. هذه الصّفحة الأولى من كتاب العهد الجديد هي شرف البشريّة. فالخالق يقبل أن يكون بمنظومة هو خلقها، وكلّ مخلوق هو ضعيف وناقص، ليرفع هذا الضّعف إلى قوّة كما قال بولس الرّسول: جُعل بحسب روح القداسة إبن الله بقوّة! ويُكمّل النّاقص برفعه إلى درجة الألوهة، كما نُرتّل "وحّدت يا ربّ لاهوتك بناسوتنا... أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك لتُحيينا وتخلّصنا"! لك المجد إلى الأبد."