دينيّة
23 شباط 2020, 08:00

خاصّ- فلندخل إلى صومنا دخولنا إلى عرس...

غلوريا بو خليل
تفتتح الكنيسة المارونيّة زمن الصّوم الكبير بـ"معجزة الخمر في عرس قانا الجليل" لنسير مع المسيح مسيرة توبة وصلاة بفرح حتّى عرس القيامة. وفي هذا السّياق يبحر بنا كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم في نصّ إنجيل القدّيس يوحنّا (2/ 1 - 12) ليضيء لنا على مسيرة التّحوّل لاستقبال العريس السّماويّ من خلال عيشنا المحبّة على مثاله.

 

إستهلّ الخوري كرم تأمّله قائلًا: "تلبية يسوع الدّعوة إلى العرس وبوجوده أكمل الفرحة من خلال الماء المحوّل خمرًا. أمّا اليوم، فهو يدعونا إلى عرس ملكوته "طوبى للمدعوّين إلى وليمة عرس الحمل" (رؤ 19/9). يدعونا يسوع في القدّاس لنأكل جسده ونشرب دمه عربونًا لملكوته، فهل نلبّي هذه الدّعوة لنشهد على أعجوبة تحويل الخبز والخمر إلى جسده ودمه ونشارك في عرس ملكوته؟"
وشدّد كاهن رعيّة بشلّلي على "أهمّيّة طاعة الكلمة والقيام بالخدمة: لولا الخدم الذين سمعوا كلمة الرّبّ يسوع وفعلوا كما طلب منهم لما كانت الأعجوبة لتحصل. من هنا نقول إنّ الرّبّ بحاجة إلى طواعيّتنا وإلى أن نسمع كلامه لكي يكون قادرًا على صنع الأعجوبة في حياتنا "طوبى للّذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها" (لوقا 11/27). فالخدم ملأوا الأجران بالماء إلى فوق، لم يتركوا شيئًا ناقصًا، والرّبّ يمنح دائمًا الملء. يملأ الرّبّ الأجاجين مهما كان عددها ومهما كان اتّساعها. والرّبّ يريد أن يملأ قلبك حتّى الفيض، فالرّبّ يقول لك: وسّع قلبك لكي أملأه بمجدي... هل شرّعت باب قلبك من أجل استقبال العريس السّماويّ؟"

أمّا عن دور مريم في هذا النّصّ الإنجيليّ فقال الخوري كرم: "تدخّل مريم ودورها أساسيّان في عرس قانا، فلا نبخل عليها الدّعوة إلى صميم حياتنا وطلب شفاعتها لكي نسمع صوتها يقول لنا دائمًا "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنّا 13/34). لنعطي أهمّيّة لحضور مريم في حياتنا: معجزة قانا تمّت بشفاعتها، حضورها على أقدام الصّليب جعلها أمّنا وأصبحت خاصّتنا، كما أنّ بحضورها في العلّيّة تمّت العنصرة وكان البدء الجديد في تأسيس الكنيسة... مريمتطلب منّا طاعة كلمة يسوع. طاعة الكلمة تمنح البركة لعائلتنا ونجاحًا لرسالتنا وفيضًا لجميع دوائر حياتنا. كما أنّ وصيّة يسوع الكبرى هيٍ محبّة بعضنا البعض وهي العلامة المميّزة للجماعة المسيحيّة: "أن نحبّ بعضنا بعضًا كما هو أحبّنا" ويعطينا القاعدة المثلى "فكلّ ما أردتم أن يفعله النّاس لكم إفعلوه أنتم لهم" (متّى 7/12)."

وتابع قائلًا: "فلندخل إلى صومنا دخولنا إلى عرس متذكّرين قول الرّبّ : "أريد رحمة لا ذبيحة" (هوشع 6/6). فلنرحم نفوسنا ونقودها إلى الخلاص، ولنرحم الآخرين "إرحموا في الأرض، يرحمكم الله في السّماء".

وإختتم كاهن رعيّة بشلّلي متسائلًا: "هل جعلت لقلبك مقاييسًا أبديّة وغير محدودة لكي يتّسع لحضور وسكن الرّبّ؟ هل وضعت الرّبّ في وسط العائلة لكي يشعل الحبّ ويسعف الحبّ وينعش الحبّ جاعلًا التّواصل بين الأفراد والتّفاعل المتبادل في الشّركة والمحبّة؟"