دينيّة
30 نيسان 2019, 07:00

خاصّ- زارها في غرفة العلميّات وخاطبته من دون أن تعرفه

ريتا كرم
قبل ثلاث سنوات، ظهرت دهنيّة في ثديها الأيسر ففُتحت الاحتمالات على إصابتها بـ"هيداك المرض"، الّذي يخاف الكثيرون من تسميته لشدّة خبثه وضراوته. لكنّ مصيرها تحوّل داخل غرفة العمليّات بعد أن رأت ثوبه الأسود.

 

هي ميرنا الياس الفغالي قازان الّتي اكتشفت وجود هذه الدّهنيّة فأخضعت للمراقبة من خلال التّصوير الشّعاعيّ للثّدي كلّ ستّة أشهر، مراقبة رافقها منذ اللّحظة الأولى طلب لشفاعة مار شربل ودهن لزيته المقدّس وتناول قطعة مغطّسة بهذا الزّيت يوميًّا، مع زيارة ضريحه في عنّايا في كلّ 22 من الشّهر.

هذا الورم لم يختف، بل زاد حجمه بعد سنة تقريبًا فكان لا بدّ من التّدخّل الطّبّيّ، فأُخذت خزعة ونصحها طبيبها النّسائيّ د. فارس شبلي، بعد ظهور نتيجة الزّرع، باستئصالها، وحوّلها إلى الجرّاح د. كابي أبو سليمان في مستشفى القدّيس شارل الّذي أجرى لميرنا عمليّة جراحيّة استغرقت أربعة ساعات، استأصل خلالها الورم وجزء من الثّدي، وكشف عن إصابتها بالسّرطان الّذي بدأ يتفشّى بجسمها.

ولكن وخلال خضوعها للعمليّة، رأت ميرنا ثوبًا أسود بالقرب منها ظنّته د. شبلي، فتوجّهت إليه طالبة منه ألّا يسمح للطّبيب بأن يستأصل من ثديها أكثر من اللّزوم، علمًا أنّها كانت تحت تأثير البنج وأنّ حديثًا لم يدر بينها وبين شبلي بتأكيد منه.

غادرت ميرنا المستشفى بعد يومين. لم تكن تشعر بأيّ ألم كأنّها لم تخضع أصلاً لأيّة عمليّة.

لم يطلع الطّبيب ولا العائلة ميرنا على حقيقة وضعها الّذي كان يتطلّب علاجًا شعاعيًّا وكيميائيًّا، بقرار من زوجها زياد الّذي كان يفضّل انتظار نتيجة الزّرع بعد أسبوعين.

وقبل يوم من النّتيجة، وفي موعدها الثّابت إيفاءً لنذرها، قصدت ميرنا مار شربل في 22 حيث أضاءت شموعًا وصلّت بحرارة برفقة أختها وجارتها.

وفي اليوم التّالي، قصدت المستشفى لاستلام النّتيجة وإذا بها تفاجئ الجميع، وبخاصّة الأطبّاء لأنّها تنفي وجود أيّ مرض سرطانيّ، وتلغي بالتّالي حاجتها لأيّ دواء أو علاج، فجلّ ما تحتاجه هو إعادة الصّورة الشّعاعيّة بشكل دوريّ.

مرّت أكثر من سنة على هذا الشّفاء، ولا تزال ميرنا تدهن نفسها بالزّيت المقدّس وتتناول قطعة من القطن.

مرّ الوقت ولم تسجّل ميرنا الأعجوبة في مار شربل بعد، إلّا أنّ طبيب السّماء رفض أن تمرّ هذه النّعمة من دون أن تشهد لها حاصدتها، فتكون علامة رجاء وإيمان جديدة لكثيرين، فظهر لها في الحلم قبل أسبوعين من تسجيل الأعجوبة في دير مار مارون- عنّايا قائلاً: "مفروض تطلعي تقولي العجيبة إنّو أنا شفيتك!"؛ فما كان من ميرنا إلّا أن قصدت الدّير في 22 نيسان/ إبريل 2019، رافعة كلّ التّقارير الطّبّيّة إلى الدّير، مدوّنة الأعجوبة 66 بعد عيده في سجلّات الدّير.