خاصّ- بإيمانٍ ونُبلٍ .. صَرَخَتْ من الأعماق
وأكمل الأباتي أبو عبدو موضحًا: "المرأة الكنعانيّة الوثنيّة نالت مبتغاها بقوّة حبّها لابنتها، وإيمانها برحمة يسوع ومقدرته. وهذا ما جعلها تواجه بشجاعة صعوبة التّواصل مع يسوع وحدّته. فالحبّ يشفي كلّ شيء ويطهّر كلّ شيء. حبّ هذه المرأة تغلّب على وثنيّتها وأنالها الشّفاء المطلوب."
"لا يَحْسُنُ أن يُؤخذ خبز البنين فيُلقى إلى صغار الكلاب" إنطلاقًا من هذه الآية شرح الأباتي قائلًا: "هنا بلَغَ إيمان المرأة الكنعانيّة ذروته، إذ تعالت عن الجرح، وتخطّت الإهانة والإذلال، وأجابت بنُبلٍ واحترام: "نعم، يا ربّ! فصغار الكلاب تأكل من الفُتات الذي يتساقط عن موائد أصحابها". هنا ظهر إعجاب يسوع وفرحه بأن يرى نفسه مهزومًا يإيمانها: "ما أعظم إيمانَكِ أيَّتُهَا المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ كَمَا تُريدِين". بذلك يهدف الرّبّ يسوع إلى إظهار إيمانها الكبير وجعلها مثالًا أمام الشّعب كلّه. الدّعوة للانخراط في الحياة الجديدة، في ملكوت الله، الذي بدأ على الأرض بمثابة عهد جديد، وقد وصلَ إليها."
وشدّد الأباتي أبو عبدو على أن "هذه المرأة الوثنيّة هي من فئة الذين يأخذون ملكوت الله عنوةً. هؤلاء يفرح الله بهم كثيرًا ويتركهم يفعلون."
وفي ختام كلمته أعطى الأباتي أبو عبدو زادًا وعبرةً للمؤمنين فقال: "صراخ المرأة الكنعانيّة رمز لكلّ واحد منّا يصرخ إلى الله، ليأتي ويُعْتَق من الشّرّ. فأنت أيضًا، أخي الإنسان موضوع رحمة "غير مُستحقّة وغير مشروطة ومجّانيّة" من قبل يسوع. هل فكّرت كيف تريد أن تلتقي به؟ أصرخ له، يا ربّ، يا ابن داود ارحمني، الرّبّ ينتظرك فلا تتأخّر!".