دينيّة
22 آب 2018, 13:00

خاصّ- انتشر السّرطان في جسمها كلّه لكنّ مار شربل قضى عليه كاملاً!

ريتا كرم
في حين كانت كلّ حظوظها بالعيش معدومة ولا تتخطّى السّتّة أشهر أو السّنة كحدّ أقصى، حصل ما لم يكن في الحسبان!

 

تروي جوسلين الأسمر لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّها وبعد شهر من استئصال الرّحم، انتشر مرض السّرطان في جسمها كلّه تقريبًا، في العظم والرّئة والكبد والدّماغ وغيرها من الأعضاء؛ غير أنّها لم تكن تدرك خطورة وضعها لظنّها أنّ المرض الخبيث تربّص في الرّئة وظهرها فقط، فقصدت دير مار مارون- عنّايا حيث باتت ليلتها مع عائلتها أمام ضريح القدّيس شربل في الباحة الخارجيّة في شباط/ فبراير 2018، مقدّمة مرضها لشفيعها طالبة منه نعمة الشّفاء.

لم تغفُ جوسلين باكرًا، بل انتظرت حتّى أشارت عقارب السّاعة إلى الثّالثة فجرًا لتستسلم للنّوم. وفجأة، شعرت صديقتها الّتي كانت بجانبها، وكأنّ أحدًا أزال عنها الغطاء أو أنّ هواء هبّ فأزاله، فارتعدت ونهضت من مكانها. بعد قليل، اقترب شقيق جوسلين منها متفقّدًا إيّاها فوجدها تختنق والعرق يكدّها في عزّ فصل الشّتاء، فناولها ماء وجلست في مكانها مستعيدة أنفاسها.

مضت اللّيلة، ومضت بعدها جوسلين إلى المستشفى لتبدأ رحلة العلاج المقرّرة، فكانت أوّل جلسة كيميائيّة والّتي من المفترض ألّا يصاحبها لا ألم ولا انزعاج على عكس الجلسات التّالية. بعدها قصدت منزل والديها، وعند منتصف اللّيل، شعرت بانزعاج فطلبت من أخيها أن يجلب لها تمثال مار شربل وشمعة لإضاءتها له، ليبدأ بعدها درب الآلام الّذي راح يسوء شيئًا فشيئًا، فكانت تصرخ من وجعها "مع آلامك يا يسوع، وما في غيرك يا مار شربل بيشفيني!". تفاقم الوضع وفقدت جوسلين قدرتها على الحراك ومعها وعيها، وباتت كأنّها مشلولة ليبلغ الأمر ذروته عند الثّالثة فجرًا، وتُنقل إلى المستشفى في الخامسة فجرًا حيث جزم الطّاقم الطّبّيّ أنّ حالتها ميؤوس منها وأنّ بينها وبين الموت خطوة بحيث لن يفيدها أيّ علاج كيميائيّ.

هكذا، استمرّ الألم حتّى الخامسة عصرًا من دون أن تخفّف المسكّنات من آلامها، فبقيت تشعر وكأنّ موجات كهربائيّة تسلك جسمها من رأسها وتخرج من أصابع قدميها. وعند الخامسة، خرجت جوسلين من غرفتها في المستشفى وكأنّ شيئًا لم يكن ما صدم الجميع وفاجأهم!

بعد شهر ونصف عاودت جوسلين الفحوص الطّبّيّة الضّروريّة لتشخيص حالتها، وإذا بالسّرطان ينسحب من كلّ جسمها! هي شُفيت بشكل تامّ وأكيد!

هي صلّت ومار شربل استجاب والرّبّ منحها فرصة ثانية لتنعم بالحياة وتتنعّم بها، وتسجّل في 3 آب/ أغسطس 2018، في سجلّات دير مار مارون- عنّايا، شهادة جديدة لتكون بذلك الأعجوبة الثّامنة بعد عيد القديس شربل.