دينيّة
03 تشرين الأول 2018, 07:00

خاصّ- القدّيسة رفقا أحرقتها وقدّمت لها النّعمة الأكبر

ريتا كرم
قبل أن يجزم الطّبيب غياب المرض الخبيث من رحمها، قادها إحساسها إلى الإيمان بأنّ الله صنع لها العظائم، فشفاها بشفاعة القدّيسة رفقا.

 

هي منى سالم بحوث الّتي شخّص الطّبيب، في أواخر حزيران/ يونيو الماضي، إمكانيّة إصابتها بسرطان الرّحم، فطلب تحليل عيّنة من عنق الرّحم، والانتظار 15 يومًا لظهور النّتيجة.

توضح منى في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" الإخباريّ، أنّه وقبل يوم من التّاريخ المنتظر، قصدت دير مار يوسف في جربتا في 14 تمّوز/ يوليو، حيث تلت ستّ مرّات صلاة الأبانا وستّ مرّات السّلام الملائكيّ، ونذرت أن تصلّيها يوميًّا في تساعيّة خاصّة على نيّة عائلتها.

بعد أيّام قليلة، وفيما كانت الرّزنامة تشير إلى الإثنين، حلمت منى للمرّة الأولى بالقدّيسة رفقا تقف بجانبها، تضحك لها، وهي تبادلها الضّحكة والفرح. وفي الحلم نفسه، رأت إطارًا يجمع صور صغيرة لعدد من القدّيسين، إلّا أنّها لم تستطع تمييز وجه أيّ منهم باستثناء رفقا القدّيسة.

إستيقظت منى صباحًا وفرح عظيم يسكنها، فرح امتزج بالقلق بعد اتّصال هاتفيّ تلقّته من طبيبها يعلن فيه ريبته لأنّ نتيجة التّحاليل لم تأتِ مرضيّة، فطلب أخذ خزعة وإجراء ناظور لاستبيان حقيقة الأمر، وضرب لها موعدًا بعد أسبوع.

لفّ الحزن قلب منى، وما كان منها إلّا أن صرخت إلى القدّيسة رفقا وقالت: " يا قدّيسة رفقا إنتِ جيتي لعندي، وإنتِ بدّك تشفيني".

عشيّة الموعد، وكان الاثنين ليلاً، حلمت منى مرّة جديدة بالقدّيسة رفقا تقف بجانبها، وإذا بها ترى خيط نار يأتي من فوق كتفها ويمتدّ حتّى بطنها حيث انفجر وخرج منه دخان أبيض، وشعرت بنار يحرق المكان الّذي من المفترض أن تؤخذ منه الخزعة من الجهة اليسرى من عنق الرّحم، وأحسّت نتيجته بلهيب في كامل جسمها، استيقظت بعده لشدّة الألم.

كان هذا الحلم كفيلاً أن يجعل منى تقرّر عدم حاجتها للخزعة لأنّ القدّيسة رفقا استجابت لها وشفتها. لكنّ رأي الطّبّ لم يكفه الأمر ليعترف بالأعجوبة فكان لا بدّ من أن يحدّد بطريقة علميّة الحالة الصّحّيّة للمريضة. فأُخذت لأجل ذلك خزعة تظهر نتيجة زرعها بعد 12 يومًا.

إنتظار منى هذه المرّة كان مطعّمًا بالرّجاء وبثقة بمشيئة الرّبّ وبعطاياه اللّامحدودة، وأكثر من ذلك كان يقوده شوق كبير إلى حضن القدّيسة رفقا، شوق أخذها في اليوم نفسه بعد الخزعة، إلى ديرها برفقة زوجها حيث صلّت ولبست ثوب رفقا ونذرت أن تقدّم شهرًا من الصّلوات والإماتات كفعل شكر على نعمتها، أيّ نعمة الشّفاء حتّى قبل أن تُقرّ النّتيجة الطّبّيّة.

مرّ إثنا عشر يومًا ولا تزال منى تنتظر، فما كان منها إلّا أن طلبت إشارة من رفقا تؤكّد فيها شفاءها؛ وإذا بها ترى في الحلم ملاكًا أبيض، حلم راودها كذلك عشيّة اتّصال الطّبيب بها، وكان مرّة جديدة ليل الاثنين- الثّلاثاء.

وفي مساء اليوم التّالي، نقل الطّبيب لمنى بشرى سلامتها التّامّة، فما احتاجت لدواء ولا لعمليّة جراحيّة ولا لأيّ علاج آخر.

هذه الأعجوبة الّتي صنعها الله بشفاعة القدّيسة رفقا، أدخلت تغيّرًا كبيرًا إلى حياة منى، فمنذ تاريخ الشّفاء، لا تتوقّف منى عن قول "نعم" لمشيئة الرّبّ الّذي بتعبيرها منحها أكبر نعمة في حياتها، لتطبّق الآية القائلة: "نعمتك تكفيني".