دينيّة
19 كانون الثاني 2020, 08:00

خاصّ- الغد يوم جديد... برفقة يسوع

غلوريا بو خليل
"نتأمّل اليوم بإنجيل الأحد الثّاني من زمن الغطاس للقدّيس يوحنّا (1/ 35 – 43)، ونرى أنّ القدّيس استهلّه بعبارة "في الغد" ليقول لنا أنّ الغد هو يوم جديد وبداية جديدة. ونلاحظ أيضًا أنّ يوحنّا واقف ويسوع مارّ. إنّه بمسيرة. كما ندرك أنّ يوحنّا لم يحضّر فقط طريق الرّبّ، بل أيضًا حضّر رسله وتخلّى عنهم للمسيح".

 

إنطلاقًا من هذه المشهديّة، استهلّ المسؤول عن لجنة التّواصل والإعلام في الأبرشيّة البطريركيّة المارونيّة في نيابة صربا الخوري إيلي أبراهام حديثه مع موقعنا متعمّقًا في أبعادٍ روحيّة ليشرح على ضوئها أبعاد هذا الزّمن الحامل في طيّاته كلّ الأعياد.

وأضاء الخوري أبراهام على القدّيس يوحنّا الذي تخلّى عن تلميذيه للمسيح ليؤكّد رسالته ودوره إذ "لا بُدّ له من أن يكبُر. ولا بُدّ لي من أن أصغر" (يو 3/ 30)، وليرشدهم إلى حمل الله. سَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، وكلمة "سمع" في الكتاب المقدّس تعني "أطاع"، وهما أطاعا وتَبِعَا يَسُوع. سألهما يسوع: "ماذا تريدان؟"، وهو يسألنا نحن أيضًا "ماذا نريد؟"، ولكن هل نعرف ماذا نريد؟ سأل التّلميذان: "رابِّي (أيّ يا معلّم) أين تُقيم؟"، فكان جوابه "تعالا وانظرا!". دعاهما يسوع ليختبرا بنفسيهما أين يقيم وذلك دلالة على أنّ العلاقة مع يسوع هي "إختبار" إيمانيّ شخصيّ عمليّ؛ إختبار لا يمكن شرحه أو تعليمه بكلمات، بل علينا أن نعيشه."

وهنا استطرد الخوري أبراهام قائلًا: "يعلّمنا إنجيل اليوم أنّ الإيمان ليس ظرفيًّا بالمناسبات، بل هو إقامة دائمة مع الرّبّ. فبعد أن "أقاما عنده، عرفاه"،  "لقد وجدنا ماشيحا" أيّ "المسيح المنتظر"، فانطلقا يخبران عنه. وعندما أخبر أندراوس أخاه سمعان وجاء به إليه، "حدّق يسوع إليه، ونظر إلى قلبه وأعطاه اسمًا جديدًا، علامة الولادة الجديدة فقال: "أنت سمعان بن يونا، وستُدعى كيفا، أيّ صخرًا".

وتابع موضحًا أنّ رسالة الرّبّ "تبدأ بالمعموديّة وبدعوة الرّسل الإثنين ومن ثمّ الإثني عشر. وينتهي الإنجيل أيضًا بالمعموديّة وبإرسال الرّسل بعد اللّقاء بتلميذي عمّاوس وبالتّالي بالإثني عشر: "فاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متّى 28/ 19). فالثّالوث الأقدس هو الكنز الذي نحمله في آنيّةٍ من خزف أيّ آنيّة سريعة العطب التي هي نحن، الثّالوث الأقدس هو عائلة. هذا ما يؤكّده البابا فرنسيس حين أوصانا أن نتعلّم ونتكلّم لغّة العائلة لنفهم على بعضنا البعض."

وأضاء على معموديّتنا قائلًا: "نتذكّر يوم مُسحنا بمعموديّتنا، سرّ الإيمان، الذي يمحو الخطيئة الأصليّة وكلّ الخطايا التي اقترفناها. وفي كلّ مرّة نخطىء بعد معموديّتنا نلتجىء لسرّ التّوبة، المصالحة، وهو ولادة روحيّة ويوم جديد. نسمع صوت الآب يقول "أنت هو ابني الحبيب". نكفر بالشّرير ونعود للعيش بالثّالوث الأقدس. بالمعموديّة نبدأ مسيرة دعوتنا. أصبحنا ملوكًا وأنبياء وكهنة، رسل كنيسة واحدة جامعة، مقدّسة رسوليّة ونعترف بمعموديّة واحدة لمغفرة الخطايا، خاصّةً وأنّنا في أسبوع الوحدة."

وإختتم الخوري إيلي أبراهام حديثه قائلًا: "إنّ الدّنح أيّ الظّهور الإلهيّ يتواصل من خلالنا عبر التّاريخ على مثال الرّسل، فنحمل الرّبّ يسوع إلى الآخرين، وعلى مثال القدّيس بولس برسالة اليوم، نُبَشِّرُ به ربًّا للحياة فَيَفِيضَ الشُّكْرُ في قُلُوبِ الكَثِيرينَ لِمَجْدِ ٱلله الثّالوث الأقدس الآب والإبن والرّوح القدس، آمين".