خاصّ- الدّينونة في الأزمنة الأخيرة
إستهلّ الخوري كرم حديثه قائلًا: "إنّنا نقرأ نصًّا نهيويًّا يتكلّم عن الدّينونة في الأزمنة الأخيرة. نكتشف شخصيّة يسوع: إبن الإنسان، صاحب السّلطان، الرّاعي الصّالح، الملك والدّيّان. إنّه ابن الإنسان الآتي بالمجد على الغمام وديّان جميع الأمم والشّعوب."
وأكمل: "نرى صورة الرّاعي الصّالح الذي يميّز بين الخراف والجداء. إنّ آل اليمين هم الذين يشاركون مجد الرّبّ كما هو شارك في مجد الآب بجلوسه عن يمينه. وآل اليسار هم الذين يتحسّرون ويحترقون في بعدهم عن الرّبّ وخسارة الملكوت."
وتابع شارحًا: "إنّ هذا النّص يوجّه حياتنا اليوميّة في التفاتنا نحو الآخر. والآخر هو كلّ شخص ألتقي به وهو ينتظر مني التفاتة محبّة. ومن خلال نظرتي الذّكيّة والنّبويّة نحو الجّائع، والمريض،... أكتشف الرّبّ يسوع. إنّ هذا الإنسان الضّعيف هو بركة لي، ومعاملتي له ومحبّتي له هي لقاء مع المسيح وفرصة خلاص لي."
وأردف قائلًا: "إنّني أصادف المسيح كلّ يوم، بقدر ما ألتفت له أكون ورثت الملكوت، والرّبّ يناديني: يا مباركي أبي! إنّ العطاء مجد، وبقدر العطاء أعبر من الظّلمة إلى النّور. والمسيحيّة ليست مجرّد عاطفة، فأنت تحسّ بوجود المسيح معك كلّ يوم. وجود قويّ حقيقيّ، وجود يهزّ قلبك في خفقان الحبّ والعطاء، ويحيا المؤمن بالحبّ لكلّ النّاس حتّى أولئك الذين تصعب محبّتهم."
وإختتم الخوري كرم شرحه بعبرة للعيش جاء فيها: "عليّ أن أروّض نفسي لقبول الآخر إذ أرى الرّبّ من خلال المتألّم والمهمّش... هل أنظر وأتحنّن على القريب: أدنو، ألمس، أضمّد، أقدّم العلاج؟"