دينيّة
24 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: هل اختبرت قوّة الكلمة في حياتك؟

نورسات
تتجلّى رحمة المسيح وصبره تجاه توما وشكّه في هذا الأحد الجديد بحسب القدّيس يوحنّا (20: 26- 31) بعنوان إيمان توما. هكذا هو يسوع المسيح معنا، وهذا هو موقفه منّا في كلّ مرّة نختبر فيها الشّكّ والتّردّد وقلّة الإيمان لنعود فنتجدّد مثل توما، فهو يترك لنا كامل الحرّيّة ويطمئننا. وبهذا، تبدأ حقبة جديدة في مسيرتنا البنويّة لنكون بالتّالي أبناء الرّجاء. وللوقوف عند فهم تجاوز يسوع للأبواب المغلقة وتغلغله في قلب توما ومنحه ورفاقه السّلام، كان لموقعنا تأمّل خاصّ مع كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم الذي شرح موضحًا:

"توما الّذي دعى رفاقه لاتّباع يسوع في موته "قال توما الّذي يقال له التّوأم للتّلاميذ رفقائه: "لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه!"." (يوحنّا 11: 16)، يمانع في اتّباعهم في إيمانهم بيسوع الحيّ والقائم من الموت.

خطأ توما مزدوج:

1- عدم الإيمان بشهادة الرّسل

2- الشّكّ بقيامة يسوع من الموت

عدم إيمان توما، سمح للإنجيل أن يحقّق هدفًا مزدوجًا:

1- التّركيز على آثار الجراحات، وهنا تبرز الإستمراريّة والتّناغمبين يسوع المصلوب ويسوع الممجّد.

2- إستعادة توما الإيمان وقد عبر من أقصى الشّكّ إلى أٌقصى اليقين.   

لقد تخطّى إيمان الرّسل بإعلانه أعظم لقب في الكتاب المقدّس، "ربّي وإلهي"، بين الإيمان بيسوع "الكلمة" الّذي نتأمّل به في بدء إنجيل يوحنّا "الله كان هو الكلمة" (يوحنّا 1: 1)، وفي إعلان توما "ربّي وإلهي" كلّ شيء قد قيل!

κύριος"كيريوس"، يا ربّ، هو المصطلح الذي يستخدمه الكتاب المقدّس اليونانيّ للإشارة إلى الله. يجمع يوحنّا هذا التّعبير مع كلمة "Theos"، أيّ الله، ترجمت المصطلح الإلهيّ في الكتاب المقدّس، "Elohim". وأقرب صرخة لتوما هي صرخة صاحب المزمور الذي يقول "أيّها الرّبّ إلهي". (مزمور 34 ، 23)".

وتابع مستشهدًا: "في إحدى تعاليم البابا بنديكتوس عن الإنجيليّ توما نهار الأربعاء ٢٧ أيلول ٢٠٠٦، قال فيه: "هناك شرح أخير عن توما محفوظ في الإنجيل الرّابع، والذي يقدّمه كشاهد القائم من بين الأموات في اللّحظة التّالية للصّيد الإعجازيّ على بحيرة طبريّا (راجع يو 21 ، 2). في هذه المناسبة، تمّ ذكره مباشرةً بعد سمعان بطرس: علامة واضحة على الأهميّة الكبيرة التي كان يتمتّع بها داخل المجتمعات المسيحيّة الأولى. في الواقع، كتب سفر أعمال الرّسل وإنجيل توما تحت اسمه، كلاهما منحول، لكنّهما مهمّان أيضًا لدراسة الأصول المسيحيّة. أخيرًا، دعنا نتذكّر أنّه وفقًا لتقليد قديم، قام توماس أوّلاً بتبشير سوريا وبلاد فارس (تمّ الإشارة إلى هذا بالفعل من قبل أوريجانوس، الذي نقله يوسابيوس القيصريّ)، ثمّ ذهب إلى أبعد من ذلك في الغرب: الهند (راجع أعمال توماس 1-2 و 17)، ووصل أيضًا إلى جنوب الهند."

الطّوبى النّهائيّة الّتي يمنحها يسوع، نتيجة لكلّ ثمار الإنجيل والتّأمّل به والّذي يجعلنا نعبر بين النّظر والإيمان، بين الكلمة والإيمان. الإيمان يشكّل الشّرط الأساسيّ للمؤمن المثاليّ الّذي يمنحه الرّبّ لقب الطّوبى.

نحن شعب الله، أبناء الرّجاء، بقدر التّركيز على شهادة الرّسل من خلال كلمة الله، نلتزم بالمسيح ونؤمن بالقيامة وندخل جماعة المؤمنين.

الإنجيليّ يوحنّا يحدّد هدفه مجاهرة التّلاميذ في إيمانهم بيسوع، وقد تمّم النّبوءات وهو إبن الله، لتكون لهم باسمه الحياة الأبديّة.

الإنجيل له قوّة إقناع بنفس قوّة الكلمة في حياة يسوع الزّمنيّة.

الّذين يعيشون اليوم في غياب يسوع التّاريخيّ، لهم الكتاب المقدّس الّذي يجعل يسوع حاضرًا الآن، حضور معاصر، وبالتّالي نحيا في علاقة مع المسيح الحيّ، إيمانًا بالكلمة ومن دون أن نراه. إنّه إيمان قويّ ثابت على صخرة المسيح، جاعلاً منّا في نموّ دائم في حياة روحيّة في الإيمان بيسوع "ربّي وإلهي"."

وإختتم الخوري كرم تأمّله محفّزًا إيّانا بتساؤلات تضعنا أمام ذواتنا فنأخذ منها عبرة للعيش، فسأل: "هل اختبرت قوّة الكلمة في حياتك؟ هل تجاهر في ثمارها وقد جعلتك في عبورٍ دائم، وحفرت فيك أيقونة المسيح؟ هل تتمّم نوعيّة النّشاط الّذي يرتكز على صخرة الكلمة، جاعلاً منك في نموّ  إيمان ثابت، لا يتزعزع مهما اشتدّت العواصف والأعاصير؟"