دينيّة
29 أيار 2022, 07:00

خاصّ- الخوري كرم: هل أنت رسولٌ ناجح في انتصارات قوَة المحبّة في عالم الشّحوب والظّلام؟

نورسات
"يُعلِن يسوع في هذا النَّصّ عن مُغادَرَتِه للرُّسُل، ويتكلَّم عن مجد الإبن في الآيات 31- 32: "فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ يَسُوعُ: "الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ وَتَمَجَّدَ اللهُ فِيهِ. إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ تَمَجَّدَ فِيهِ، فَإِنَّ اللهَ سَيُمَجِّدُهُ فِي ذَاتِهِ، وَيُمَجِّدُهُ سَرِيعًا." (يوحنّا 13: 31- 32)." بهذا الإعلان وبهذا المجد استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله لموقعنا عن وصيّة يسوع الجديدة للقدّيس يوحنّا (13: 31- 35) في الأحد السّابع من زمن القيامة.

وتابع: "عند خُروج يهوّذا الخائن وتَركِه الرُّسُل، تكلَّم يسوع مع أولاده الصِّغار. ساعة يسوع تعني تَمجيده، فيسوع يربُط الألم على الصَّليب بالتَّمجيد: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلًا: "قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ." (يوحنّا 12: 23). ويُكرِّر يسوع الكلام عن تَمجيده في هذا النَّصّ 4 مرّات.

وأضاف: "إنَّ لقب يسوع "إبن الإنسان"، وقد يُذكَر بإستمرار في الكتاب المُقدَّس، وهو يحمل معنى خاصًّا، إذ يَضع علاقة بين مجد الإنسان وسرّ الفِداء من آلام.

ويَستَعيد يسوع حديثًا جِزئيًّا، أعلَنَهُ لليهود مرَّتين: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: "أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي.سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا"." (يوحنّا 7: 33- 34)

و"قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: "أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا"" (يوحنّا 8: 21).

يذكُر يسوع هذا الفُراق بأنَّهُ قطيعة نِهائيَّة بسبب خطاياهُم (لليهود). أمّا بالنِّسبة للتَّلاميذ، فهذا الغياب لا بُدَّ منهُ، لأنَّهُ منطَلِق نحو الآب، لكنَّهُ غياب مُؤقَّت.

هكذا قال لبطرس: "قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: "يَا سَيِّدُ، إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ؟" أَجَابَهُ يَسُوعُ: "حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي، وَلكِنَّكَ سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا"." (يوحنّا 13: 36)

بالإضافة إلى ذلك، إنَّ حديث الرَّبّ مصحوب بكلمة حنونة "أولادي الصِّغار" (يوحنّا 13: 33)".

وأكمل موضحًا: "إنَّها كلمة وداع ووَعد أيضًا بلقاء الحُبّ. فالأمر يتعلَّق بِمحبَّة بعضهم البعض، كما أحبَّهُم يسوع. لذلك علينا أن نَصِف هذا الحُبّ بالتّالي:

1- حُبّ شديد مُشتَعِل: يسوع أحبَّ إلى الغاية "إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى." (يوحنّا 13: 1)

2- يسوع توجَّه إلى الإخوة المُؤمنين ومنحهُم محبَّة خاصَّة.

3- المحبَّة هي صادِرة عن إبن الإنسان، إنَّها محبَّة إلهيَّة أيّ فضيلة إلهيَّة.

4- المحبَّة هي علامة مُميَّزة للمسيحيّين، تُعلن تجلّي حُضور يسوع وهو يُواصِل جذب النّفوس، حتّى بعد رحيله. بذلك يكتَشِفون أنَّهُم تلاميذ الرَّبّ.

5- هذه الوصيّة هي جديدة في نوعيّتها وتضحيتها في البذل والعطاء تتميمًا لعهد جديد."هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا".(إرميا 31: 31) 

وبعبرة للعيش اختتم الخوري كرم تأمّله طارحًا سؤالين يقوداننا إلى خلاصة ما كتب، فسأل: "هل تعلم أنَّ متعة الرَّبّ هي السَّكن في قلبك، ومن شعلة القلب المملوء بالحُبّ تَصدُر النَّشاطات؟ هل أنتَ رسولٌ ناجِح في إنتِصارات قُوَّة المحبَّة في عالم الشُّحوب والظَّلام.".