خاصّ– الخوري كرم: الرّجاء بالرّبّ لا يخيّب
إستهلّ الخوري كرم حديثه بالقول: "مسيرة الصّوم تصل بنا مع يسوع إلى أورشليم، حيث سيظهر مجد يسوع الحقيقيّ. الشّفاءات والأعاجيب السّبعة كانت تحضيرًا للتّلاميذ، واكتشفوا أنّ المعلّم حقًّا هو إبن الله الآتي ليفتدي الإنسان من الخطيئة والموت بقوّة قيامته الغافرة والمحيية. إنّه الملك الآتي من سلالة داوود ليتمّم مواعيد العهد القديم."
وأكمل: "لنتأمّل وندرك معنى أحد الشّعانين ونعرف من هو المسيح:
إنّه الملك الآتي: الشّعب العبرانيّ هو في حالة انتظار منذ القديم، ها هو يسوع أمامهم يحقّق ما قال عنه الأنبياء فيشفي المرضى ويقيم الموتى، إنّه الملك الآتي. لذلك تظاهرت الجموع أمامه وهي تحمل أغصان النّخل وتهتف هوشعنا مبارك الآتي باسم الرّبّ، ملك إسرائيل. أمّا ملوكيّة يسوع فليست كما يتوقّعها الشّعب. فملكه ليس ملكًا زمنيًّا "ليست مملكتي من هذا العالم" (يوحنّا 18: 36).
ملك المتواضعين: "يسوع وجد حمارًا فامتطاه". مركبة الملك الآتي باسم الرّبّ ليست خيلاً وعجلات بل حمار وضيع. إنّه الملك الّذي أتى ليعزّي شعبه، يفتقده ببساطة أبناء الشّعب. "إبتهجي جدًّا يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم هوّذا ملكك آتيًا إليك بارًّا مخلّصًا وضيعًا راكبًا على حمار وعلى جحش آبن أتان." (ذكريّا 9: 9). هنا يكمن سرّ العظمة فالإنسان العظيم تتألّق إنسانيّته في الوداعة وبساطة المظهر. التّلاميذ فهموا معنى ما جرى فقط بعدما مجّد يسوع، أيّ بعد قيامته من الموت. فمجد يسوع الحقيقيّ ظهر على الصّليب وفي القيامة.
صرخة هوشعنا: تطلقها الجموع في هذا الأحد المبارك ترحيبًا بيسوع، وستأخذ أبعادها الحقيقيّة في المستقبل. الصّرخة هي الّتي تعني الله يخلّصنا، هي إعلان إيمانيّ بالمسيح الملك الّذي معه يتمّ خلاص الله لشعبه. أمّا المعنى الكامل لهذا الهتاف المسيحانيّ فسيتّضح في المستقبل مع موت يسوع وقيامته، ليغفر خطيئة البشر ويؤكّد لهم قوّة القيامة من الموت للمشاركة في حياة الأبد. هكذا ستنتصر البشريّة بيسوع بفضل القيامة لكي تعبر باستمرار من العبوديّة للخطيئة إلى حرّيّة أبناء الله.
عيد هوشعنا عيد الشّعانين، عيد من شعب الله إذ يرى أمامه مستقبل حرّيّة وحياة وهو يتأمّل برجاء لكي تتحقّق مواعيد الرّبّ."
وإختتم كاهن رعيّة بشلّلي تأمّله بعبرة للعيش مليئة بالرّجاء قائلًا: "أخي الحبيب استقبل وعد الرّبّ في حياتك لكي تستفيد من قوّة القيامة فتكون في جهوزيّة دائمة تتمتّع من هذه النّعم السّماويّة لكي تعبر بك من: الضّعف إلى القوّة، من الخطيئة إلى البرارة، من المرض إلى الشّفاء، من الظّلمة إلى النّور لكي تفرح وتبتهج وتتأكّد إنّ الرّجاء بالرّبّ لا يخيّب طوال الأيّام والزّمان."