دينيّة
17 تموز 2022, 07:00

خاصّ- الخوري الدّويهيّ: "من هو النّبيّ؟"

نورسات
يدعونا الرّبّ يسوع في الأسبوع السّابع بعد العنصرة من خلال إنجيل القدّيس لوقا (10/ 1 -7) للتّخلّي عن همومنا وخوفنا وخجلنا والتّمسّك بالنّعم وبالمحبّة وبالفرح لنحملها فنكون رسل سلام وأنبياء رجاء لكلّ من نلتقي به بثقة أبناء الله كما أوصى تلاميذه الـ72. وللتّعمّق بهذا النّصّ الإنجيليّ، كان لنا حديث روحيّ مع خادم رعيّة إهدن - زغرتا الخوري بول الدّويهيّ الذي تأمّل قائلًا:

"في سفر العدد، طلب يشوع بن نون من موسى أن يمنع ألداد وميداد من إعلان النّبوءة، فكان جواب موسى: "ليت كلّ شعب الرّبّ أنبياءَ بإحلال الرّبّ روحه عليهم" (عدد 11).

أحبّائي، إنّ تمنّي موسى هو صلاتي اليوم، خاصّةً في هذه المسيرة السّينودسيّة التي نمشي فيها معًا، وبالتّحديد في هذه الظّروف الصّعبة التي نعيشها في وطننا وكنيستنا...

ولكن يبقى السّؤال: "من هو النّبي؟" إخوتي، أخواتي، يقول البابا فرنسيس: النّبيّ الحقيقيّ ليس نبيّ الشّؤم بل نبيّ الرّجاء، ليس إنسانًا فاترًا إنّما رجل صلاة، إنسانٌ يتكلّم بالحقّ ويُعلِن بصوت عالٍ وقويّ إرادة الرّبّ، لا يخاف الاضطهاد والموت في سبيل إعلان الحقّ، ويبكي على شعبه اذا ما ابتعد عن الحقّ.

النّبيّ الحقيقي لا يُحابي الوجوه، مهمّته التّوبيخ حيث يجب التّوبيخ، كما عليه أن يفتح دائمًا الأبواب ناظرًا إلى أفق الرّجاء. (بتصرّف- 17 نيسان 2018)

"إنّ العالم، اليوم أيضًا، هو بحاجةٍ لأن يرى في تلاميذ الرّبّ أنبياء، أيّ أشخاصًا شجعان ومثابرين في الاستجابة للدّعوة المسيحيّة.

أشخاصٌ يتبعون "دفع" الرّوح القدس، الذي يُرسَلُ لِبِشارة الفقراء والمهمّشين بالرّجاء وبالخلاص، أشخاصٌ يتبعون منطق الإيمان، ولا يعلّقون الأهمّيّة الأكبر على المعجزات، أشخاصٌ مًكرّسون لخدمة الجميع، من دون امتيازاتٍ وتمييز.

باختصار: أشخاصٌ مُنفتِحين على قبول مشيئة الله في ذواتهم ويلتزمون بالشّهادة لها بأمانةٍ للآخرين". (3 شباط 2019).

أحبّائي، النّبيّ الحقيقيّ هو صوتٌ صارخٌ في برّيّة هذا العالم، صوتٌ حقٍّ في كلّ حين، صوتٌ لا يخاف أن يهزّ الضّمير إذا ما حاد عن طريق الرّبّ المستقيم.

النّبيّ الحقيقيّ هو خادمٌ أمينٌ لكلمة الله ولأخيه الإنسان، لا ينفكّ  يدعو إلى التّوبة وعيش المحبّة والرّحمة اتّجاه كلّ إنسان."

وإختتم الخوري الدّويهيّ تأمّله مصلّيًا: "فلنسأل الله أن يفيض علينا روحه القدّوس، لنصبح كلّنا أنبياء رجاءٍ في عالمٍ يتألّم من نقص المحبّة ويَئِنُّ تحت وطأةِ أنانيّة الإنسان... آمين."