خاصّ- الأب ناصيف: بالمسيح نعبر من أرض العبوديّة، عبوديّة الخطيئة إلى حالة النّعمة

وتابع: "هذه اللّيلة التي كانت عيد الفصح عند اليهود، احتفل فيها يسوع بالعشاء الأخير قبل موته مع تلاميذه. وما يختصّ بهذا الفصح اليهوديّ، فقد بدأ في مصر مع موسى.

لا بدّ من التّذكير أنّ كلمة فصح عبرانيّة تعني العبور. لذا كان الاحتفال بالفصح عند اليهود يركّز على أكل الحمل الفصحيّ. يُذبح الحمل ويُحفظ دمه لأجل تلطيخ عتبة الباب وقائمتيه، فيتذكّر العبرانيّون كيف أمرهم موسى في مصر برشّ الدّم على أبواب بيوتهم. هكذا عبر الموت عن بيوتهم حاصدًا كلّ أولاد المصريّين. وكانت البداية لانطلاقتهم وعبورهم عبر البحر نحو أرض الحرّيّة بعد زمن العبوديّة. لذلك سمّي عيد الفصح أيّ العبور.

هذا الحمل الفصحيّ وكلّ الذّبائح والتّقادم التي قدّمها العبرانيّون فيما بعد كفّارة عن خطاياهم، ما هي إلّا رمز للمسيح "حمل الله الرّافع خطيئة العالم".

المسيح هو بذاته "الحمل القائم وكأنّه مذبوح" (رؤ 5/6) هو الحمل الفصحيّ الذي ذُبح عن الجميع. صار المسيح هو فصحنا أيّ عبورنا من حالة الخطيئة إلى حالة البرارة والنّعمة. والصّليب هو الجسر الذي نعبر عليه إلى الضّفّة الأخرى. بالمسيح نعبر من أرض العبوديّة، عبوديّة الخطيئة إلى حالة النّعمة. نعبر من الموت إلى الحياة الأبديّة."

وإختتم قائلًا: "بعد العشاء الفصحيّ، قال الرّبّ يسوع: "إصنعوا هذا لذكري". هي الكنيسة اليوم تحتفل بذبيحة الصّليب في كلّ قدّاس، فيشترك المؤمنون بتناول جسد المسيح ودمه. نصير معه جسدًا واحدًا، ويصبح كلّ واحد منّا "حامل المسيح"، هو فينا ونحن فيه: "من أكل جسدي وشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه" (يو 6/56)."