بيئة
19 تشرين الأول 2018, 10:00

حملة لصحيفة لوريان لوجور ضد البلاستيك تبدأ اليوم

تطلق صحيفة "لوريان لوجور" اليوم حملة لعدم الاستخدام المفرط والعشوائي لمادة البلاستيك في الحياة اليومية، تمتد على أيام عدة.

وأعلنت الصحيفة ان هذه الحملة تكتسي أهمية حيوية، إذ أن البلاستيك يتميز بأنه تحول، في غضون عقود قليلة، من رمز الحداثة والمستقبل إلى كارثة بيئية، على الصعيدين المحلي والدولي.

وأشارت الى انه في الغرب، وفي مطلع ستينيات القرن المنصرم، كان البلاستيك بمثابة الاكتشاف الرائع، سيما وأن التطور التكنولوجي سمح بتخفيض كلفة تصنيعه بشكل كبير، ما أفسح المجال للانتاج بكميات كبيرة. قناني الحليب، والحقن، والكراسي... خفيف، شفاف، منيع، طيع، استطاع البلاستيك بهذه الصفات أن ينال إعجاب سيدات المنازل، ويثير أحلام الصناعيين، ويلهم الفنانين. وقد كتب رولان بارت في "ميتولوجيات" أنه "وللمرة الأولى، تطال البراعة في الاختراع عموم الأشياء، وليس ما يندر منها (...). يمكن للعالم كله أن يتحول إلى استعمال البلاستيك". في حينها، لم يكن يعرف بارت أنه لم يقل سوى جزء من الحقيقة.

وأعلنت انه "بين العامين 1950 و2015، تم إنتاج 8.3 مليار طن من البلاستيك، بحسب أرقام وردت في مجلة "ساينس أدفانسز". اليوم، في كل دقيقة يباع مليون قنينة بلاستيك في العالم. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 20% عند نهاية العقد الحالي. 
واوضحت ان المشكلة: من أصل 8.3 مليار طنا من البلاستيك، تم إعادة تدوير 9% منها فقط، وحرق 12%. أما ما تبقى من الكمية، أي 79% من الإنتاج، فتحول إلى نفايات.
وبحسب دراسة نشرت في مجلة "سيانس"، يرمى 8 مليون طن من البلاستيك سنويا في المحيطات. أي 250 كيلوغراما في الثانية الواحدة. وفي العام 2050، 99% من الطيور البحرية ستكون قد ابتلعت مواد بلاستيكية، بحسب جمعية حملة البحار النظيفة. وتعتبر الأمم المتحدة أن الأضرار جسيمة... وأن الإنتاج آخذ بالارتفاع. فخلال العقد المنصرم، أنتج الإنسان كمية من البلاستيك تفوق كل ما أنتجه في القرن العشرين بأسره".

ولفتت الى تقرير نشر في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وصفت فيه وكالة الطاقة الدولية نمو الطلب على البلاستيك في العالم بـ"المبهر". ويبلغ الطلب حده الأقصى في الدول الناشئة، المتخلفة في ما يتعلق باستهلاك البلاستيك، مقارنة مع الدول الغربية. اليوم في أفريقيا، يبلغ استهلاك البلاستيك 4 كيلوغرامات فقط لكل فرد سنويا. أما في الدول الغربية، فيتجاوز 60 أو 80 كغ. 


واوضحت الصحيفة "أن محو البلاستيك كليا من الوجود ليس ممكنا، وربما ليس محبذا، لكن الحد من استهلاك هذه المادة البوليمرية، وخصوصا المنتجات البلاستيكية التي لا تستعمل سوى مرة واحدة، ليس ضروريا فحسب، بل إنه ممكن أيضا. لهذا السبب نقوم نحن في "لوريان لوجور" بحملة ضد البلاستيك. وتندرج هذه الحملة ضمن لائحة التزاماتنا السابقة للحفاظ على البيئة. 

واكدت انها "فرصة لمكافحة هذه الكارثة البيئية، ولا يتطلب الأمر إحداث تغيرات كبيرة في طريقة العيش، ولكن، وبكل بساطة، يمكن رفض الكيس الصغير الذي يعطيك إياه الصيدلي لتضع فيه علبة الفيتامينات؛ وتحديد، عند طلب طبق ما، أنك لا تحتاج إلى الشوكة والسكين البلاستيكية؛ وحظر استخدام القش والكؤوس والصحون البلاستيكية؛ واستبدال الأكياس بحقيبة قماش كبيرة... هذه التغيرات الصغيرة في العادات سيكون لها أثر كبير".