بيئة
05 شباط 2018, 13:34

حاصباني عرض مع هيومن رايتس ووتش أرقاما صادمة ودق ناقوس الخطر: لوقف حرق النفايات وعلى مجلس الوزراء تنفيذ خطة المعالجة

دقّ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ناقوس الخطر في شأن أخطار حرق النفايات وآثارها، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت لمى فقيه، وطالب فيه مجلس الوزراء ب"اتخاذ قرارات سريعة وحازمة في ما يتعلق بتنفيذ خطة معالجة النفايات".

واستهل حاصباني المؤتمر قائلا: "إن ملف النفايات والمحارق العشوائية لا يستثني احدا منا جميعا ولا يميز بين غني وفقير وحزبي، ومناصر لمجتمع مدني، ومتدين وملحد، وهو ملف يتطلب مقاربته بواقعية ووفق اسس علمية وعملية وبسرعة لا بتسرع، لأن أخطاره جسيمة واضراره تتفاقم". 

وأضاف: "ان الارقام تعكس صورة واضحة عن واقعنا اللبناني: 
- في لبنان اكثر من 940 مكبا عشوائيا للنفايات وأكثر من 150 موقعا تحرق النفايات في الهواء الطلق أسبوعيا. 

- بين عامي 2015 و2017 استجاب الدفاع المدني لأكثر من 3600 تبليغ عن حرائق نفايات في بيروت وجبل لبنان و814 في باقي لبنان. وهذا يمثل زيادة في جبل لبنان بنسبة 330‏ في المئة في عام 2015 و259 في المئة في 2016.

- بحسب دراسة للجامعة الأميركية هناك 77 في المئة‏ من نفايات لبنان الصلبة يطمر او يرمى بطريقة غير سليمة".

وتابع: "كلنا يعلم او على الأقل يقدر ان الجسيمات الناتجة من حرق النفايات في الهواء الطلق تؤثر سلبا على الصحة العامة. وبحسب مصاد دولية متعددة منها تقرير منظمة "هيومان رايتس واتش" الذي نتكلم عليه اليوم، ومنظمة الصحة العالمية تشمل الآثار ألسلبية الامور الآتية:

- مع كل زيادة 1 في المئة من الجسيمات يزيد احتمال الاصابة بسرطان الرئة بنسبة 14 في المئة.

- يتعرض الذين يعيشون في المناطق الملوثة لزيادة في نسبة الوفاة بسرطان الرئة بحدود 20 في المئة.

- حرق النفايات في الهواء الطلق يزيد احتمال الإصابة بأمراض الرئة بنسبة 200 في المئة.‏

- 110 في المئة من سرطانات الجهاز الهضمي يتسبب بها شرب المياه الملوثة.

- انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجو يتسبب في 40 في المئة‏ من الوفيات الناتجة من أمراض السرطان والقلب في لبنان".

وتابع: "بحسب أرقام وزارة الصحة:
- وصل عدد المرضى الذين يحصلون على العلاج على نفقة وزارة الصحة لأمراض السرطان الى اكثر من 6000 مريض، وليس من المستغرب ان يكون سرطان الرئة و"الكولون" من السرطانات الخمسة الأكثر انتشارا في لبنان. 

- يصل عدد المرضى بسرطان الرئة في لبنان الى زهاء 1212 مريضا ومرضى سرطان "الكولون" الى اكثر من 1090، بحسب احصاءات السجل الوطني للعام 2015.

- ان معدل كلفة الدواء لمعالجة مريض مصاب بسرطان الرئة يقارب 13000 دولار، وهذه الكلفة كانت 5000 في عام 2012 لكن الأدوية المتطورة زادت هذه الكلفة بشكل كبير. 

- شكلت كلفة أدوية السرطان في عام 2017 نحو 53 مليون دولار على نفقة وزارة الصحة، وهذه النسبة ارتفعت 12 في المئة‏ سنويا منذالعام 2008. 

- احتمال الاصابة بأمراض السرطان ارتفع من 100 حالة لكل 100 الف مواطن عام 2006 الى 300 مصاب لكل 100 الف مواطن عام 2016.

- في العام 2016 سجلت 13 الف اصابة جديدة.

وقال: "ما دام الشعب اللبناني يتنشق الموت بسبب النفايات والتلوث البيئي، ستستمر هذه الأمراض بالازدياد ومعها اوجاع المرضى واهلهم والكلفة العلاجية على الدولة والمواطن والاقتصاد. 
وبالرغم من ان هناك عوامل اخرى تؤثر على زيادة عدد المرضى المعالجين كزيادة إمكانات الكشف عن المرض وعوامل تتعلق بنمط الحياة والوراثة، غير ان التلوث البيئي جراء حرق النفايات في الهواء الطلق ورميها مكشوفة في الطبيعة والتلوث عموما تبقى هي العوامل الاكثر تأثيرا والتي يمكن تفاديها. نحن نرفع الصوت وندق جرس الانذار لوضع الحلول حيز التنفيذ ووضع أولوية وطنية لتوفير العلاج لمن تضرروا من فشل الدولة لسنوات عدة في تأمين البيئة السليمة لهم".

ودعا حاصباني مجلس الوزراء الى "اتخاذ قرارات سريعة في ما يتعلق بتنفيذ خطة معالجة النفايات تحتوي على فرز ومعالجة لا مركزية في المناطق اضافة الى مراكز اساسية متعددة للتخلص من الكميات الكبرى من النفايات بطرق بيئية مستدامة بعد اجراء الدراسات البيئية للمواقع وتقويم الأثر البيئي واتخاذ الإجراءات المناسبة بالتعاون مع المجتمع المدني وجهات مستقلة لمراقبة المعامل بطريقة مستدامة للتأكد من سلامتها بيئيا. كل هذا لإنقاذ المواطنين من أخطار الإصابة بالامراض بسبب التلوث". 

وشدد على "ضرورة رصد موازنة اضافية لعلاج مرضى السرطان والامراض المزمنة ذات العلاقة وعدم اخضاع هذه الموازنات الى التقشف لان لا تقشف في صحة الناس، فالاجدر بالتقشف ان يكون حيث المصاريف الكبرى غير المبررة".

وختم شاكرا "كل الذين عملوا على الدراسات في هذا المجال"، وخص بالشكر "هيومان رايتس واتش" التي وضعت هذه الدراسة ودقت ناقوس الخطر". وشكر ايضا وسائل الإعلام التي واكبت هذا الموضوع وتستمر في القاء الضوء معنا على أخطار التلوث وستكون لنا تحركات إضافية في الأيام المقبلة لاتخاذ خطوات عملية في هذا الاتجاه بهدف تجنب الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الكارثة البيئية التي صنعتها المصالح والخلافات".

فقيه
ثم تحدثت فقيه، فقالت: على الرغم من أن الحكومة سحبت النفايات من شوارع بيروت، إلا أن الأزمة مستمرة. وقد أكدت وزارة البيئة أن في لبنان أكثر من 940 مكبا مكشوفًا للنفايات، ويتم حرق النفايات في أكثر من 150 مكبا في المناطق اللبنانية الفقيرة. وهذا الأمر يحصل مدى عشرات السنوات. وقد أصدرت "هيومن رايتس ووتش" أخيرا تقريرا عنوانه: "كأنك تتنشق موتك". فقد وجدنا أن حرق النفايات يضر بصحة السكان المجاورين. وما دام لبنان لا يوقف عملية الحرق فهو يخرق القانون الدولي. ويربط الأطباء بين الدخان الناتج من الحرق بأمراض القلب والسرطان والأمراض الجلدية والتنفسية. كما أن الأطفال وكبار السن معرضون لخطر آخر".

وتابعت: "إن حرق النفايات يعكس وجود أزمة أكبر. فليس لدى لبنان خطة لإدارة النفايات على مستوى كل البلد، بل إن الدولة كانت تنتقل من خطة طوارئ إلى أخرى. وقد بدأنا حملة لتوقيع عريضة تطلب من كل من مجلس النواب والوزراء تبني قانون على المستوى الوطني لضمان إدارة النفايات في شكل يحترم القانون الدولي".
وطلبت من الجميع "توقيع العريضة والمطالبة بوقف حرق النفايات، تحت شعار: "من حقك أن تحمي صحتك".

حوار
ثم سئل الوزير حاصباني عن أخطار المحارق التي يتردد أن الحكومة ستعتمدها، فأجاب: "إن هناك فرقا بين المحارق وحرق النفايات العشوائي الذي يشكل سما مباشرا. ان التفكك الحراري أو اعتماد الفرز والتسبيخ ومعالجة النفايات بطريقة لامركزية يشكل جزءا من الخطة الموضوعة". وشدد على "ضرورة أن يكون أي نوع من معالجة النفايات بيئيا بحيث تتم متابعة سلامة المعامل كي لا تسبب ضررا في المستقبل". وركز على "ضرورة عدم التأخير في البدء بتطبيق الحلول نظرا الى الأثر السلبي المؤكد على حياة المواطنين". 

وكرر القول "إن أكثر من 150 مكبا عشوائيا تعمد إلى حرق النفايات أسبوعيا في المناطق الأكثر فقرا، ما يتسبب بضرر للبيئة وللمواطنين وأمراض قد لا تكون أمراضها واضحة تماما إنما توجهها واضح".