الفاتيكان
12 شباط 2016, 13:34

جوقة القديسة رفقا- من قال إنّ القداسة ليست قمّة البهاء؟

ألقى المطران فرانسوا عيد المعتمد البطريركي الماروني في الفاتيكان ورئيس المعهد الحبري الماروني بروما كلمة في بازيليك سانتا ماريا سوبرا خلال رسيتال أحيته الجوقة ضمن احتفالات عيد مار مارون في روما الّتي نظّمتها المدرسة المارونيّة في روما. وجاء في كلمته:

عندما أطلق دوستويفسكي مقولته الشهيرة "إنّ الجمال سيخلّص العالم" إعتقد البعض أنّ كلامه تافه ولا قيمة له. نعم، لكي نخلّص العالم لا يكفي الاقتصاد ولا تكفي السياسة، بل هناك ضرورة للجمال، لأنّ الجمال والخير هما البهاء والاخلاق، والجمال هو شقيق الحقيقة، شرط ألاّ نحصر الجمال بالمظهر الخارجي.

جوقة القديسة رفقا، بقيادة الاخت مارانا سعد، هي "سيدة الفرح الآتي" من تراث شعب وأرض

 .1 شعب جاء من صلب القديس مارون، أب شفيع كان مدرسة قداسة نقلها الى أبنائه وبناته فكان شربل والحرديني، وكانت رفقا والاخ اسطفان وأبونا يعقوب الكبوشي وغيرهم، وكان الشهداء الذين كتبوا شهادة ايمانهم بدم أمانتهم المتجدّدة في كلّ حين.

.2  جوقة القديسة رفقا "سيدة الفرح الآتي" هي من أرض ما انتمت إلاّ الى الحرّية رافضةً الأحدّيات القاتلة: في اللّغة والدين والتاريخ والجغرافية كما وفي الحكم. منشدوها هم أبناء وبنات شعب الحرّية، وطنهم لا يقاس بالامتار بل هو مساحة حرّية، وحيث يكون الروح تكون الحرّية. نعم وطنهم الحرّية قبل أن يكون أرضاً وتراباً.

إنّهم اليوم قرب القديس بطرس، الذي بقي أجدادهم أمناء لإيمانه مدى تاريخهم، واليوم يجددون الامانة باسمهم وباسمنا، ويحملون الابداع الفنّي الروحي الى روما ومدرستها المارونية العريقة التي منها خرج الأُلى الذين حملوا مشعل المعرفة طوال ثلاثة اجيال.

في أنغامهم روح قداسة الشرق وشيء من الغرب تنمّ عن شمولية ثقافتهم وغنى تنوّع حضارتهم المشرقيّة. هؤلاء أبناء الحرّية صاروا غُلاة إبداعٍ لأنّه بدون الحرّية لا خلق ولا إبداع ولا جمال روح.

يقول اللاهوتي هانس اورس فون بلتازار:

"حيث يذوب الجمال يخسر الخير أيضاً قدرته على الإغراء وتفرغ الحقيقة من طاقتها على الإقناع".

فالفن هو عملية تجلٍّ وإظهار لما يوحيه الروح للفنان ساعة يندلع الإبداع في داخله، إنّه البهاء الالهي.

وجوقة القديسة رفقا ستذكّرنا بهذا البهاء بمناسبة عيد أبينا القديس مارون، ونقل ذخائره المقدسة من مدينة فولينيو الى كنيسة البطريركية في روما, وذلك بفضل تقدمة سخية من عائلة السيدة روز شويري رحمة لذكرى زوجها المرحوم أنطوان .

وأنّ العيد يبدأ بالفرح ويتكلّل بالحمد. فالإبداع ليس في نشر حسّ الجمال وحسب، بل في استكناه وحدْس سرّ الله الذي ألهبه وألهمه. ميكال أنجلو الشاب حطّم ركبة تمثال موسى النبي بمطرقته صارخاً: تكلّم!!!

ميكال أنجلو الشيخ كتب في ديوانه الشعري  : poesie "باطل الاباطيل، كلّ شيء في هذه الحياة باطل، بما فيه الرسم والنحت... لا يبقى الاّ محبة الله وشرفُ خدمته". فليكن ترنيمكم نشيد حبّ لله وحمداً له لانّه أعطانا وأعطاكم شرف خدمته.