جبرائيل بشّر وهم نفّذوا.. فتمّ الخلاص
جبرائيل أي جبروت الله، وقوّته القاهرة، عُرف بالملاك المبشّر، هو الّذي تراءى لشخصيّات عدّة في العهد القديم والجديد، بدءًا من النّبي دانيال وصولًا إلى الرّعاة ليلة ولادة المسيح.
"يا دنيال إنّي خرجت الآن لأعلّمك الفهم"، قال الملاك جبرائيل للنبّي دانيال في رؤيته الأولى، ثمّ تراءى له مجدّدًا وأنقذه من أفواه الأسود لمّا رفض أن يسجد للملك الوثنيّ.. فأدرك دانيال أنّه بريئًا وأنّه لم يقترف ذنبًا أمام الله...
ويحضر الملاك جبرائيل في العهد الجديد أيضًا، مبشّرًا زكريّا بولادة يوحنّا المعمدان: "لا تخف يا زكريّا، فقد سُمع نداؤك، وستلد لك امرأتك أليصابات ابنًا فسمّه يوحنّا" (لوقا 1: 13)؛ وبعد انقضاء ستّة أشهر أرسل الله الملاك جبرائيل إلى العذراء مريم ليبشّرها بأنّها ستصبح والدة ابنه الوحيد: "لا تخافي يا مريم، فقد نلتِ حظوة عند الله. فستحملين وتلدين ابنًا فسمّيه يسوع. سيكون عظيمًا وابن العليّ يُدعى" (لوقا 1: 30- 32).
لمّا علم يوسف بحمل مريم، خطيبته، عزم أن يُطلّقها سرًّا، فتراءى له الملاك مطمئنًا إيّاه: "يا يوسف ابن داوود، لا تخف أن تأتي بامرأتك مريم إلى بيتك" (متّى 1: 20)، فعمل يوسف بما أمره ملاك الرّبّ.
ولدت مريم ابنها البكر، فتراءى الملاك للرّعاة وبشّرهم بفرح عظيم، بولادة ابن الله، فانضمّ إليه جمهور الجند السّماويّ منشدين "المجد لله في العلى".
وبعد أيّام من ولادة يسوع، تراءى الملاك ليوسف مجدّدًا وحذّره من هيرودس قائلًا: "قُمّ فخُذ الطّفل وأمّه واهرب إلى مصر وأقم هناك حتّى أعلمك، لأنّ هيرودس سيبحث عن الطّفل ليهلكه." (متى 2: 13)، وما إن توفّي هيرودس حتّى تراءى الملاك ليوسف مرّة جديدة وقال له: "قم فخذ الطّفل وأمّه واذهب إلى أرض إسرائيل".
بشائر ملاك الرّب طبعت محطّات مهمّة في الإنجيل ولعبت دورًا أساسيًّا بحياة كلّ من تلقّى رسائل الله، فلنتعلّم اليوم أن نُصغي إلى بشائر الرّبّ ونفهم إشاراته، مسلّمين لإرادته، منفّذين مشيئته لتُكتب حياتنا بريشته المقدّسة.