بيئة
24 تموز 2017, 07:16

توسع مبادرات إعادة تدوير المرتجعات الصناعية في فرنسا

تشهد فرنسا توسعا لمفهوم بيئي متقدم يقوم على استخدام النفايات في تصنيع أغراض جديدة، غير أن هذه المبادرات لا تزال تمارس خصوصا بشكل حرفي على رغم محاولة البعض توسيع نطاقها.

 


تصنّع شركة "ماكسيموم" في محترفها الواقع في منطقة ايفري سور سين قرب باريس قطع أثاث من معدات مصدرها "حصرا مخلفات عمليات انتاج شامل في مواقع صناعية، بحسب أرنو برنو وهو أحد مؤسسي الشركة.

وقد ركب كثيرون من المصممين والحرفيين الفرنسيين خلال السنوات الأخيرة هذه الموجة القائمة على استخدام قطع أو معدات معدة للرمي بهدف صنع أغراض جديدة.

ومن بين الأمثلة على هذا المنحى، تصنع شركة "بوبوبوم" التي تتخذ مقرا لها في مدينة مرسيليا مصابيح وأرائك وقطعا زخرفية أخرى باستخدام مواد مسترجعة من المصانع.

كذلك تصنع شركتا "727 ساليباغ" و"ليتوال دو لارج" حقائب باستخدام أشرعة سفن.

حتى أن شركة "هيرميس" المعروفة للمنتجات الفاخرة تستخدم في مشغل لها بقايا من مواد رمتها سابقا.

وقررت "ماكسيموم" الذهاب إلى ما هو أبعد سعيا لانتاج كميات أكبر عبر التعويل على الطابع المنتظم للموارد المتأتية من مرتجعات الصناعة إذ أنها "تكون دائما متوافرة بالشكل عينه وبكميات كبيرة من دون الحاجة للتخزين" وفق أرنو برنو.

وتقول مديرة مؤسسة "زيرو وايست فرانس" البيئية الفرنسية فلور برلينغن "إنه مسار صناعي مراع للبيئة في حين أننا كنا نرى سابقا الكثير من المسارات الحرفية أو الفنية".

- رفوف من طائرات "ايرباص" -

وتعقد شركة "ماكسيموم" التي توظف ستة أشخاص، شراكات مع صناعيين يزودونها بالمواد الأولية بينها شركة "ا. شولمان" للبلاستيك الملون.

كذلك تطور الشركة مجموعة كاملة مع "ايرباص" ترمي على سبيل المثال لتصنيع رفوف باستخدام قطع مسترجعة من طائرات من طراز "ايه 350".

ويفتح إمكان التصنيع الشامل أيضا الباب على قنوات توزيع أوسع.

ويوضح رئيس قسم المنتجات في وكالة البيئة والتحكم بالطاقة جان شارل كودرون أن الموزع يجب أن يكون "متأكدا إذا ما وضع منتجا في قائمته من أن يبيع منه أكثر من نموذجين أو ثلاثة".

ويشير إلى أن التحدي لهذا الخط الانتاجي الذي لا يزال في بداياته، يكمن في ايجاد نموذجه الاقتصادي "من دون الاعتماد على المساعدات".

ويقول كودرون "بدل الاضطرار للدفع بهدف التخلص من النفايات، سيتعين ربما على الصناعي منحه بالمجان أو حتى دفع ثمن أدنى للجهة التي ستسترجعها وحتى بيعه اياها إذا ما كانت المادة ترتدي قيمة كبيرة".

لكن حتى الآن، لم تتشجع الشركات على ايجاد مسارب جديدة لتصريف نفاياتها التي تتسم ادارتها في العموم بالتنظيم الجيد.

- انعدام التحفيزات -

وتبدي فلور برلينغن أسفها إزاء "انعدام المحفزات للشركات لإرسال كمياتها من المواد إلى هذا النوع من الجهات".

وتشير أيضا إلى عقبة أخرى تكمن في كون "هذه المنتجات أغلى بكثير عموما لأنها مصنعة في فرنسا".

فلدى شركة "ماكسيموم"، يباع المقعد الصغير من دون ظهر ولا ذراعين بسعر يناهز 40 يورو فيما يراوح ثمن الكرسي بين 220 يورو و350 وسعر الطاولة يتخطى 1300 يورو. هذه الأسعار أغلى من تلك العائدة للمفروشات المباعة في شبكات التوزيع الكبرى لكنها تبقى ضمن الأطر المعقولة.

وتوضح فلور برلينغن أن "سمة +منتج متأت من النفايات المعاد تدويرها+ يمكن أن تكون من العوامل المحفزة للبيع"، متحدثة عن النجاح المتزايد لمبادرات استرجاع المواد.

ويلفت أرنو برنو من ناحيته إلى الطاقات الهائلة الكامنة وراء هذا المنحى إذ ان "حجم المخلفات الصناعية يقرب من 34 مليون طن سنويا وتعالج +ماكسيموم+ حاليا سبعة أطنان".