مصر
08 تشرين الثاني 2018, 10:22

تواضروس الثّاني: وحدتنا كمصريّين وحدة من يد الخالق

تأمّل بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة تواضروس الثّاني في المزمور الثّالث، خلال عظته الأسبوعيّة في كنيسة السّيّدة العذراء والقدّيس الأنبا بيشوي في الكاتدرائيّة المرقسيّة في العبّاسيّة.

وللمناسبة وجّه كلمة للشّعب القبطيّ عزّاهم فيها جرّاء الاعتداء الإرهابيّ الأخير، فقال بحسب "المتحدّث الرّسميّ بإسم الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة":
"في البداية يعزّ علينا انتقال أحبّائنا الشّهداء وإصابة المصابين في دير القدّيس الأنبا صموئيل يوم الجمعة الماضي ٢ نوفمبر، وكما نسمّي كنيستنا "كنيسة الشّهداء، أمّ الشّهداء جميلة"، وهذا التّعبير تعيشه الكنيسة ليس اليوم فقط ولا في السّنين الّتي فاتت، لكن نعيشه عبر ألفي سنة منذ أن بدأت الكنيسة القبطيّة وتأسّست على أرض مصر في منتصف القرن الأوّل الميلاديّ. ونؤمن أنّ كنيستنا كنيسة شهداء وهذا معروف في كلّ العالم، معروف أنّ الكنيسة القبطيّة المصريّة هي كنيسة شهداء، ولهذا عندما نودّع أحبّاء لنا إلى السّماء نودّعهم على رجاء القيامة.
بلا شكّ الألم يعتصرنا وألم الفراق شديد ومرير، ونفوسنا جريحة، ونكون في حالة من الاضطراب والحزن في قلوبنا، ولكن عندما نرفع أعيننا نحو السّماء نجد التّعزية السّماويّة. أعزّي كلّ أبنائنا وأسرهم بالضّحايا الّذي صاروا شهداء نتيجة عمل خسيس وليس فيه أيّ نوع من الإنسانيّة، ولا يأتي بأيّ ثمر ولا يحقّق أيّ هدف. مصرنا الّتي نعيش فيها كلّنا كمصريّين حول نهر النّيل الّذي يجري من جنوب البلاد إلى شمالها منذ أيّام الفراعنة، يمثّل لنا نوعًا من الوحدة، وهذه الوحدة لا توجد في أيّ بلد آخر. وباعتبارنا أبناء النّيل ونأكل من خير الأرض الّتي على ضفّتيه ونشرب منه حتّى نرتاح عند مشينا بجواره. ولهذا بلادنا متماسكة قويّة ليست صنع أحد لكن طبيعة من يد الله الّتي جعلتنا نعيش في أرض مصر منذ أيّام الفراعنة وقبل الميلاد بقرون كثيرة امتدادًا لميلاد السّيّد المسيح، وأرضنا الّتي تباركت بالعائلة المقدّسة، ثمّ امتدادًا عبر التّاريخ حتّى دخول الإسلام في مصر فامتزجت الفرعونيّة بالمسيحيّة بالإسلاميّة وصار الإنسان المصريّ إنسانًا متميّزًا وغنيًّا بالحضارة الّتي عاش فيها.
لهذا الأصوات الّتي تتكلّم كثيرًا عن عدم فهم يجب أن تعلم أنّ أثمن ما نملكه كمصريّين كلّنا مسيحيّين ومسلمين هو وحدتنا الوطنيّة على أرض الوطن. وهي وحدة لم تصنع باتّفاق على ورق أو شخص صنعها عبر التّاريخ، لكن هذه وحدة من يد الخالق الّذي أوجد النّيل فنقول مصر هبة النّيل.
نعزّي أسر أبنائنا الشّهداء ونصلّي من أجل المصابين ونصلّي من أجل أن يجنّب الرّبّ بلادنا كلّ هذه الشّرور ويحفظ البلاد ويحفظ أهلها ويعطيهم السّلام دائمًا، ونصلّي كذلك من أجل كلّ مسؤول في كلّ مكان حسب مسؤوليّته ونتطلّع دائمًا أن يكون مجتمنا مجتمعًا يملؤه السّلام والحبّ والرّاحة والسّكينة".
وختم البابا تواضروس طالبًا العزاء للكنيسة وشعبها، وسائلاً الصّلوات من أجل مصر.