بيئة
24 آذار 2020, 06:35

تقرير أممي يحذر من تأثير تغير المناخ في توافر المياه اللازمة لتلبية الاحتياجات البشرية الأساسية وجودتها وكميتها

الأمم المتّحدة
حذِّر تقرير أممي من تأثير تغير المناخ في توافر المياه اللازمة لتلبية الاحتياجات البشرية الأساسية وجودتها وكميتها، مما سيعرض للخطر تمتع مليارات الأشخاص بحقوقهم الأساسية في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي.

ودعا معدّو التقرير العالمي للأمم المتحدة حول تنمية الموارد المائية، الذي صدر اليوم الأحد، الدول إلى تقديم المزيد من الالتزامات الملموسة بغية التصدي لهذا التحدي.

وأوضح التقرير أن من شأن هذا التدهور في الوضع أن يعرقل تحقيقالهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يمثل جزءا من خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويجب، وفقاً لهذا الهدف، ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع في غضون عشر سنوات.

وأشار التقرير إلى أن هذا التحدي سيكون كبيرا. ففي الوقت الحاضر، لايحظى 2.2 مليار نسمة بخدمات مياه الشرب المدارة بطريقة مأمونة. كما لايحظى 4.2 مليار نسمة، أي ما يعادل 55% من سكان العالم، بخدمات الصرف الصحي المدارة بطريقة مأمونة.

وكان استخدام المياه قد تضاعف ست مرات خلال القرن الماضي، وهو يزداد بنسبة1% سنويا. ومن المتوقع أن يتسبب تغير المناخ إلى جانب ازدياد تواتر حدوث الظواهر المتطرفة وشدتها، من عواصف وفيضانات وجفاف، في تفاقم الوضع في بلدان تشهد أصلا"إجهادا مائيا"، وأن يثير مشكلات مماثلة في مناطق لا تعاني من الإجهاد المائي حاليا. ويشير التقرير أيضا إلى أن إدارة المياه بطريقة سيئة تتسبب في تفاقم تأثير تغير المناخ في المجتمع عموما.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي:

"نكون مخطئين إذا ما اقتصرت نظرتنا إلى مسألة المياه على أنها مشكلة أو شحّ، فمن شأن إدارة المياه بطريقة أفضل أن تدعم الجهود المبذولة من أجل التخفيف من تأثير تغير المناخ والتكيّف معه."

وشدد رئيس آلية الأمم المتحدة للمياه والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، جيلبير أنغبو، على ضرورة الشروع في العمل حالا  "إذا كنا عازمين فعلا على الحيلولة دون تجاوز معدل الاحترار العالمي درجتين مئويتين، وعلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030."

وأشار إلى أن لدينا حلولا لإدارة المياه والمناخ بطريقة تعتمد على قدر أكبر من التنسيق، وتضطلع فيها جميع قطاعات المجتمع بدور ما.

التأثيرات على الصحة وتهديد التنوع البيولوجي

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه ونقص الأكسجين المذاب، سينتج عنها تراجع في قدرات التنقية الذاتية لمسطحات المياه العذبة مما سيؤثر سلبا في جودة المياه فيها، حيث ستزداد فرص تلوث المياه، واحتوائها على العوامل الممرضة نتيجة الفيضانات أو بسبب التركيز المرتفع للملوثات خلال فترات الجفاف. وإلى جانب التأثير في الإنتاج الغذائي، هناك احتمال حدوث تأثيرات هامة في الصحة البدنية والعقلية، نتيجة الأمراض والإصابات والخسائر المالية والتشرّد.

ويبين التقرير أن النظم الإيكولوجية، ولاسيما الغابات والأراضي الرطبة، معرضة لخطر انخفاض التنوع البيولوجي فيها؛ وستتأثر إمدادات المياه كذلك، ولن يقتصر التأثير على الزراعة التي تستهلك 69% من المياه العذبة المسحوبة، وإنما سيتجاوزه إلى الصناعة وتوليد الطاقة ومصائد الأسماك.

أكثر المناطق المعرضة للخطر

وأشار التقرير الأممي إلى أن جزءا كبيرا من تأثير تغير المناخ سيظهر في الموارد المائية في المناطق المدارية، التي تتركّز فيها معظم البلدان النامية، وسيكون لهذا التأثير نتائج كارثية على الدول الجزرية الصغيرة التي قد يختفي بعضها من خريطة العالم.

وتعتبر المناطق الجبلية والشمالية، وفقا للتقرير، أضعف من غيرها في مواجهة تغير المناخ، حيث تتعرض الأنهار الجليدية والثلوج الدائمة، للذوبان في جميع أنحاء العالم؛ غير أن معدي التقرير يعترفون بوجود بعض الغموض، ولا سيما على الصعيد المحلي بسبب تغير كميات الأمطار تبعاً للفصول.

الحلول المقترحة: التكيّف والتخفيف

يركّز التقرير على استراتيجيتي التكيّف والتخفيف المتكاملتين الواجب تنفيذهما لمواجهة التهديدات:

التكيّف، بحسب التقرير، يشمل مجموعة من الخيارات الطبيعية والتقنيات والتكنولوجيات والتدابير الاجتماعية والمؤسسية الرامية إلى تخفيف الأضرار، والاستفادة من النتائج الإيجابية القليلة لتغير المناخ. ومن المفترض أن يعود التكيّف بنتائج إيجابية سريعة للغاية، ولاسيما على الصعيد المحلي.

أما التخفيف، فيشمل التدخلات البشرية اللازمة من أجل التخفيف من انبعاث غازات الاحتباس الحراري، إلى جانب الاستفادة من بالوعات الكربون في تقليص كمية غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الاحتباس الحراري الموجودة في الغلاف الجوي. ويشمل التخفيف مناطق جغرافية شاسعة، بيد أن تأثيره قد يستغرق عقوداً من الوقت قبل ظهور نتائجه. ولا تزال إمكانيات التخفيف في مجال إدارة الموارد المائية مجهولة إلى حدٍّ كبير.