بيئة
15 تشرين الثاني 2024, 14:30

تغيّر المناخ الشديد يفاقم محنة اللاجئين

تيلي لوميار/ نورسات
أصدرت الوكالات الإنسانيّة العالميّة تقريرًا بالتزامن مع مؤتمر تغيّر المناخ COP29 في باكو، أذربيجان، محذّرًا من أنّ الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من الحروب والاضطهاد غالبًا ما ينتهي بهم المطاف في الأراضي الأكثر تضرّرًا من تغيّر المناخ الشديد، كما ورد في "فاتيكان نيوز".

 

من بين الموضوعات المتعلّقة بتغيّر المناخ والجهود العاجلة اللازمة لمعالجته، استمع المشاركون في مؤتمر تغيّر المناخ COP29 الذي يعقد في باكو، عاصمة أذربيجان، إلى كيفيّة تحمّل اللاجئين والنازحين أسوأ آثاره. وتشمل هذه الحالات الجفاف الشديد والفيضانات والأعاصير التي تؤثّر على المناطق التي فرّوا إليها ولا يمكنهم تفاديها.

أصدرت المفوّضيّة السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين تقريرًا مفصّلًا حول هذا الموضوع نُشر لقمّة المناخ (كوب 29) المنعقدة بين 11 تشرين الثاني/نوفمبر و22 منه، ويسلّط التقرير الضوء على أحدث البيانات التي تظهر كيف أنّ الصدمات المناخيّة غالبًا ما تضرب مناطق النزاع "ما يدفع أولئك المعرّضين للخطر بالفعل إلى أوضاع أكثر خطورة".

يفصّل التقرير كيف يعيش أكثر من ثلاثة أرباع النازحين قسرًا، في أنحاء العالم أجمع والبالغ عددهم 120 مليون شخص في بلدان متأثّرة بشدّة بتغيّر المناخ، مشيرًا، على وجه الخصوص، إلى بلدان مثل إثيوبيا وهايتي وميانمار والصومال والسودان وسورية.

ويحذّر البحث الذي يحمل عنوان "لا مهرب: على الخطوط الأماميّة لتغيّر المناخ والصراع والنزوح القسريّ" من أنْ بحلول عام 2040 "من المتوقّع أن يرتفع عدد البلدان التي تواجه مخاطر شديدة مرتبطة بالمناخ من 3 إلى 65 بلدًا، تستضيف الغالبيّة العظمى منها النازحين"، لا سيّما في البلدان التي يرتفع فيها متوسّط درجات الحرارة بشكل أسرع ويتسبّب في ظروف الجفاف أو تفاقمها.

وقال المفوّض السامي للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بأنْ "بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر ضعفًا في العالم، يُعدّ تغيّر المناخ حقيقة قاسية تؤثّر بشكل عميق على حياتهم" وهو ملموسٌ بشدّة في المناطق "التي تستضيف أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين شرّدهم الصراع وانعدام الأمن، ما يضاعف محنتهم ويتركهم بلا مكان آمن يذهبون إليه".

ويشير التقرير إلى الصراع "المنسيّ" في السودان الذي أجبر الملايين على الفرار، بما في ذلك 700,000 إلى تشاد المجاورة حيث وصل الجفاف المتزايد والحرارة إلى مستويات قصوى. كما تعرّض السودان نفسه لفيضانات شديدة في السنوات الأخيرة. ويصف التقرير أيضًا كيف سعى لاجئو ميانمار إلى التماس الأمان في بنغلاديش التي تتأثّر بشكل متزايد بالأعاصير والفيضانات.

يشير التقرير إلى أنّ الجهود المبذولة لمساعدة أولئك الذين أجبروا على الفرار من الحروب والعنف يجب أن تزداد وأن تأخذ في الاعتبار آثار تغيّر المناخ الشديد، الأمر الذي سيتطلّب المزيد من التمويل والدعم اللوجستيّ لتوفير الحماية الحيويّة والمساعدات الإنسانيّة التي يحتاج إليها هؤلاء الناس بشدّة. يشير فيليبو غراندي إلى أنّ "الحلول في متناول اليد، لكنّنا بحاجة إلى اتّخاذ إجراءات عاجلة. ومن دون الموارد والدعم المناسبيْن، سيبقى المتضرّرون محاصرين".