دينيّة
03 أيلول 2019, 11:24

تسمية مسجد في أبو ظبي على اسم مريم خطوة غير مسبوقة وفريدة

 

تسمية جامع في أبو ظبي على اسم مريم أم يسوع التي تلعب دورًا مهمًا في الحوار المسيحي

هي خطوة غير مسبوقة وفريدة… هذا أقلّ ما قد يقال تعليقًا على قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان  تسمية جامع في أبو ظبي على اسم مريم أم يسوع. هي مبادرة لا شك تستحق فائق الاحترام ولا بد من فهم معانيها.

تلعب مريم أم يسوع دورًا مهمًا ومختلفًا في الدّيانتين المسيحية والإسلامية ومن المهم أن يفهم كل من المسيحيين والمسلمين هذا الدّور.

لا يخفى على أحد أن ما قيل عن مريم العذراء في القرآن متشابه مع ما قد نجده عنها في الكتاب المقدّس. ولكن هنا لا بد من الإشارة إلى أن صورة مريم في القرآن تختلف كثيرًا عن صورتها في الإنجيل (العهد الجديد)

فمن جهة يذكر القرآن أن مريم هي أمّ النّبي عيسى أمّا الإنجيل فيقول إنّها أم يسوع الإله. في الديانتين ترتبط صورة مريم بابنها يسوع. ومن هذا المنطلق يكمن الاختلاف بين النظّرتين المسيحية والإسلامية تجاه مريم من خلال نظرتيهما ليسوع حيث يراه الإسلام نبيًّا لا يتمتع بسمات الألوهية فيما يعتبره الإنجيل إله وهو أمر مرفوض من الإسلام.

هذا لا يقلل بأي طريقة من أهمية مبادرة الشّيخ محمد بن زايد أو من أهمية الدّور الذي تلعبه مريم في العلاقات المسيحية – الإسلامية. لا بد من معرفة دور مريم الفعلي . فإن علا سقف توقعات المسيحيين تجاه نظرة المسلمين لمريم فسيخيب ظنّهم. كذلك إن أساؤوا تقدير دور مريم واعتبروه شبه معدوم فذلك يعدّ تقليل من شأن الدّور الذي تلعبه مريم في حياة المسلمين الروحية.

بصرف النّظر عن الاختلافات وأوجه الشّبه بين دور مريم في الإسلام والمسيحية تعلب أم يسوعًا دورًا مهمًا في الحوار المسيحي – الإسلامي: هي من تحمل كلمة الله في قلبها وتؤمن لها وتمارسها ببطولة في حياتها.

إليكم خمسة أمور لا بد من معرفتها عن مريم والإسلام:

مريم هي واحدة من أهم النساء في الإسلام. فاطمة ابنة النبي وزوجة علي بن أبي طالب هي على الأرجح أهم شخصية نسائية في الوعي الإسلامي. وتعطى فاطمة لقب “الزهراء”. مريم، ومع ذلك، هي الشخصيّة الأنثوية المهيمنة على  القرآن الكريم.

–              يبرز القرآن شخصية مريم ودورها في سورة مريم (الفصل 19). تحاكي الآيات (18-23) البشارة حيث نلاحظ تشابها كبيرًا بين محتوى هذا النذص وإنجيل لوقا عن بشارة الملاك لمريم العذراء.

لا يعتبر القرآن يسوع ابن مريم إله إلّا أنّه يقول إن مريم عذراء وأنه حُبل بها من دون أي تدخل بشري. حيث نقرأ في الفصل 21 الآية 91 “وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ.”

عندما فرّ عدد من المسلمين الأوائل من الاضطهاد في مكة في عام 615، هربوا إلى الملك (نيغوس) في الحبشة (إثيوبيا الحديثة) التي كانت مملكة مسيحية. عندما طلب الملك منهم تعريفًا عن هذا الدّين الجديد تلا جعفر بن أبي طالب الفصل 19 (16-21) الذي يتحدّث عن مريم عند سماعه الآيات .اعترف الملك بأن دينهم  مشابه للمسيحية حيث عرض على المسلمين اللجوء.

تشهد مزارات السّيدة العذراء في أكثر من بلد في الشّرق الأوسط توافد المسلمين للصلاة والتّبرك منها.