بيئة
22 آذار 2021, 08:10

تزايد وتيرة الكوارث الطبيعيّة بثلاثة أضعاف مقارنةً مع السّبعينيّات والثّمانينيّات

الأمم المتّحدة
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، إنّ الأشكال الجديدة وغير المسبوقة من الكوارث الطبيعيّة تؤثّر بشدّة في الصناعة الزراعيّة.

ووفق تقرير الفاو، لم تواجه أنظمة الأغذية الزراعية في أي مرحلة أخرى من التاريخ مثل هذه المخاطر الكبيرة بما فيها الحرائق الضخمة والطقس القاسي وأسراب الجراد الصحراوي الكبيرة بشكل غير عادي والتهديدات البيولوجيّة الناشئة، كما حدث خلال العام الماضي مع ظهور جائحة كوفيد-19.

وقالت المنظمة في تقريرها الجديد إن تلك الكوارث لم تكن بمثل هذه الوتيرة والكثافة والتعقيد.

وتدمّر هذه الكوارث سبل العيش الزراعية، وتتسبّب في عواقب اقتصادية سلبية من مستوى الأسر إلى المستويات الوطنية والتي يمكن أن تستمر لأجيال.

وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن حدوث الكوارث اليوم يزداد بمعدل يفوق ثلاث مرات ما كانت عليه في السبعينيات والثمانينيات. وتتأثر الزراعة بنسبة غير متناسبة تبلغ 63 في المائة من تأثير الكوارث الطبيعية، مقارنة بالقطاعات الأخرى، مثل السياحة والتجارة والصناعة.

 

أشدّ البلدان فقرًا معرّضة للخطر

وكان الوضع في البلدان الأقل نمواً والبلدان ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط، الأسوأ على الإطلاق. في الفترة من عام 2008 إلى عام 2018، كلّفت الكوارث الطبيعية القطاعات الزراعية في الاقتصادات النامية أكثر من 108 مليارات دولار من أضرار إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية.

وخلال الفترة نفسها، كانت آسيا أكثر المناطق تضرّرًا، حيث بلغت الخسائر الاقتصادية الإجمالية 49 مليار دولار، تليها أفريقيا بـ 30 مليار دولار، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بـ 29 مليار دولار.

ويعتبر الجفاف السبب الأكبر في خسارة الإنتاج الزراعي، يليه الفيضانات والعواصف والآفات والأمراض وحرائق الغابات.

وتسبّب عدم هطول الأمطار في خسارة 34 في المائة من إنتاج المحاصيل والماشية، مقارنة بانخفاض الإنتاج بنسبة 9 في المائة بسبب الكوارث البيولوجية في تلك الفترة.

وفي الوقت نفسه، تؤدي جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم المشاكل الحاليّة.

 

تأثيرات عميقة على الأمن الغذائي

بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت باقتصادات البلدان، فإن العواقب على الأمن الغذائي والتغذية عميقة. لأول مرة، يحوّل هذا الإصدار من تقرير منظمة الأغذية والزراعة الخسائر الاقتصادية إلى معادلات من السعرات الحرارية والتغذية.

ويقدّر أن الخسائر في إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية في أقل البلدان نموًّا والبلدان منخفضة ومتوسطة الدّخل بين عامي 2008 و 2018 كانت تعادل خسارة 6.9 تريليون كيلو كالوري سنويًّا. هذا يساوي السعرات الحرارية التي يتم تناولها سنويًّا من قبل سبعة ملايين بالغ.

ويرى التقرير أن الاستثمار في المرونة والحد من مخاطر الكوارث، لا سيما جمع البيانات وتحليلها من أجل اتخاذ إجراءات مدعومة بالأدلة، لها أهمية قصوى لضمان الدور الحاسم للزراعة في تحقيق مستقبل مستدام.