بيئة
23 آذار 2023, 07:45

تحذير دولي من "أزمة مياه وشيكة".. ما التفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
حذرت الأمم المتحدة من استنزاف موارد كوكب الأرض المائية "قطرة بعد قطرة"، وذلك قبل بدء مؤتمر، الأربعاء، هدفه بحث الكيفية التي يمكن وفقها تلبية احتياجات مليارات البشر المعرضين لأزمة مائية عالمية وشيكة.

ونُشر التقرير قبل ساعات من مؤتمر الأمم المتحدة حول المياه، الذي يعقد لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن.

 

وفي مقدمة التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: 

  • "الاستهلاك المفرط والتنمية المفرطة والاستغلال غير المستدام لموارد المياه، والتلوث، والاحتباس الحراري الخارج عن السيطرة، كلها عوامل تستنزف، قطرة تلو الأخرى، مصدر الحياة هذا بالنسبة للبشرية.
  • "العالم يسير على نحو أعمى في طريق محفوف بالمخاطر.. وكلنا نعاني من عواقب ذلك".

 

ما أسباب "التحذير الدولي" بشأن المياه؟

التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والذي نُشر الثلاثاء، حذر من "الخطر الوشيك لحدوث أزمة مياه عالمية"، بسبب مجموعة من العوامل:

  • معاناة بعض المناطق من شح المياه.
  • مناطق أخرى تواجه كميات غزيرة منها بسبب كثافة المتساقطات.
  • مناطق تعاني من تلوث المياه.

 

عدد الأشخاص الذين سيتأثرون بأزمة المياه العالمية هذه يتوقف على السيناريو المتبع.. المؤلف الرئيسي للتقرير ريتشارد كونور.

بدوره، المؤلف الرئيسي للتقرير قال لوكالة "فرانس برس":

 

  • إذا لم يتم فعل أي شيء، سيعاني ما بين 40 و50 بالمئة من سكان العالم من نقص خدمات الصرف الصحي.
  • نحو 20-25 بالمئة سيعانون من شح المياه الصالحة للشرب.
  • حتى إذا لم تتغير النسب المئوية، فإن عدد سكان العالم يتزايد، ومعه عدد الأشخاص المتأثرين بهذه المشكلة.

 

ما الحل؟

في محاولة لعكس الاتجاه، مع الأمل في ضمان حصول الجميع على مياه الشرب أو على مراحيض بحلول عام 2030، وهي أهداف حُددت عام 2015:

  • يجتمع نحو 6500 مشارك، من بينهم نحو مئة وزير ونحو 10 من رؤساء الدول والحكومات، حتى الجمعة في نيويورك، للعمل على الخروج بالتزامات محددة.
  • لضمان حصول الجميع على مياه الشرب بحلول عام 2030، يجب مضاعفة المستويات الحالية للاستثمار بثلاثة أضعاف على الأقل، حسب تقديرات لجنة الأمم المتحدة للمياه.

يشار إلى أنه لم يتم تنظيم أي مؤتمر بهذا الحجم منذ عام 1977 حول هذه المسألة الحيوية التي تم تجاهلها طويلا.

 

لكن بعض المراقبين قلقون بشأن نطاق هذه الالتزامات، وتوافر التمويل اللازم لتنفيذها.

 

"علينا التحرك الآن"

ومع ذلك، يقول رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية جيلبير هونغبو (وهي منصة تتولى تنسيق عمل الأمم المتحدة التي ليست لديها هيئة مخصصة لهذا الموضوع): "هناك الكثير من الجهد المطلوب، والوقت ليس في صالحنا".

 

أبرز النقاط التي يسلط تقرير المياه الضوء عليها:

  • في عالم ازداد فيه استخدام المياه العذبة على مدار الأربعين عاما الماضية بنسبة 1 بالمئة تقريبا سنويا، يسلط التقرير اللجنة الضوء على نقص المياه الذي هو بصدد أن "يصير معمما على نطاق واسع".
  • نقص المياه يزداد سوءًا مع تأثير الاحترار العالمي، حتى أنه يتوقع أن يؤثر قريبا على المناطق التي كانت بمنأى من هذه الفاقة، في شرق آسيا أو أميركا الجنوبية.
  • يعيش نحو 10 بالمئة من سكان العالم في بلدان وصل فيها الإجهاد المائي إلى مستوى عالٍ أو حرج.
  • يعاني نحو نصف سكان العالم من نقص حاد في المياه خلال جزء من العام على الأقل.
  • انعدام المساواة، إذ يقول كونور: "أينما كنت، إذا كنت غنيا بما يكفي، ستتمكن من الحصول على الماء. كلما كنت أفقر، كنت أكثر عرضة لأن تعاني من هذه الأزمات".
  • لا تكمن المشكلة في نقص المياه فقط، بل كذلك في تلوث المتاح منها، بسبب انعدام أنظمة الصرف الصحي أو تهالكها.
  • يشرب ما لا يقل عن ملياري شخص المياه الملوثة بالبراز، مما يعرضهم للكوليرا والديزنطاريا (الزحار) والتيفوئيد وشلل الأطفال، ناهيك عن التلوث بالأدوية أو المواد الكيميائية أو مبيدات الآفات أو اللدائن الدقيقة أو المواد النانوية.
  • كما أن كل مصادر التلوث تلك تهدد الطبيعة، إذ تعد النظم البيئية للمياه العذبة التي تقدم خدمات لا تقدر بثمن للبشرية، بما في ذلك المساعدة على مكافحة الاحتباس الحراري وتأثيراته، "من بين أكثر النظم المهددة في العالم".

 

علينا أن نتحرك قبل فوات الأوان، إنها فرصة جيل.. هينك أوفنيك

المبعوث الخاص للمياه من هولندا المنظمة المشاركة للمؤتمر مع طاجيكستان، هينك أوفينك قال: "لقد كسرنا دورة المياه.. علينا أن نتحرك الآن".

وتابع: "انعدام الأمن المائي يقوض الأمن الغذائي والصحة وأمن الطاقة والتنمية الحضرية، و(يفاقم) المشكلات الاجتماعية".

 

المصدر: سكاي نيوز