بين قمة عنايا وجبل الكرمل
أما نبي الله العظيم ايليا فقد ولد في تشبة ولكنه عاش في جلعاء وكان عادة يلبس ثوبا ً من الشعر وكان يقضي الكثير من وقته في البرية وقد قال عنه الكتاب المقدس "ما أعظم مجدك يا ايليا بعجائبك، ومن له فخر كفخرك؟ أنت الذي أقمت ميتاً من بين الأموات، وأهبطت الملوك إلى الهلاك، وبكلام الرب أغلقت السماء، وأنزلت النار ثلاث مرات" (سيراخ 48: 3-6)... هو القديس ايليا أو باليونانية "الياس" الذي اعتزل إلى نهر كريت وكانت الغربان تعوله وتأتي إليه بالطعام وبعد أن جف النهر ذهب إلى صرفت ومكث في بيت أرملة ووفقا ً لوعد ايليا لها لم يفرغ بيتها من الدقيق والزيت طوال مدة الجفاف ولما مات ابن الأرملة صلى ايليا فأعاد الله الحياة إلى الصبي.
على جبل الكرمل طلب ايليا من الملك أن يجمع الشعب وأن يحضر معه أنبياء البعل وعشتروت ليرى أيهما يرسل نار تلتهم المحرقة الرب أم البعل فصلى أنبياء البعل ولكن لم يكن من مجيب لصلاتهم ولكن لما دعا ايليا الرب استجاب له ونزلت نار من السماء التهمت المحرقة فأقر الشعب بأن الرب هو الإله الحقيقي.
على قمة عنايا أضاء شربل سراج الزيت بالماء بعد أن امتحنه بعض المجرّبين وملأوا سراجه ماء بدلاً من الزيت وذلك طبعاً دون علمه، فأًصبحت لهذا السراج رمزية نوّرت سماء لبنان والشرق في زمن الاضطهادات والحروب، بالاضافة الى آلاف الشفاءات والمعجزات التي أتمّها الله على يد القديس شربل.
لم يذكر الكتاب المقدس موت النبي ايليا بل يذكر بأن مركبة نارية نقلته بعيداً عن عيون الناظرين حتى اعتبرته الأجيال حيّاً مدى الدهر، كما أن عودة النبي ايليا قد ذكرت عدة مرات الى ان بشّر الملاك جبرائيل بأن يوحنا المعمدان سيقدم المسيح بروح ايليا وقوته في إنجيل لوقا وبهذا المعنى قال الرب يسوع أن ايليا قد جاء في شخص يوحنا المعمدان. وكما قيل بأن مار الياس حيّ كذلك يعتبر المؤمنون بأن القديس شربل موجود دائماً في المحبسة وخاصة بما أن الله قد كرّمه بحفظ جسده من التلف بعد وفاته وظهور الدم والعرق والنور من جثمانه. فليست مصادفة إذاَ بأن تحتفل الكنيسة بعيدي هذين القديسين العظيمين في يومين قريبين، وكأنّ غيرة ايليا وسكرة شربل متلازمتين لبلوغ القداسة النبوية.
من عنايا الى الكرمل شهادة واحدة للإله الواحد، فعسانا نتعلم السير على خطى مار الياس ومار شربل... آمين.